في تدوينة نشرها المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة اليوم الخميس 16 جانفي، تحدث عبد الرزاق بن خليفة عن ضرورة إنهاء الجدل حول حق من عمل مع النظام السابق في تبني قيم الثورة أو المطالبة باستحقاقاتها.
وكتب في تدوينته:
” اعتقد انه علينا أن ننهي الجدل حول حق من عمل مع النظام السابق في تبني قيم الثورة أو المطالبة باستحقاقاتها وان ننكر عليه حقه في المواطنة لاعتبارات عديدة:
اولا ان استحقاقات الثورة نتجت عن حراك لم يقده حزبا أو نخبة حتى تستفرد جهة معينة بتبني تلك الاستحقاقات
ثانيا ان يتبنى من كان يساند الاستبداد قيم الديموقراطية وحرية التعبير وغيرها من قيم الثورة فهذا يحسب له… وهو تغير محمود من شأنه ان يوسع دائرة العاملين على انجاح مسار الانتقال الديمقراطي… وان يوسع أيضا في دائرة المستفيدين من الثورة…
ثالثا.. النظام السابق لم يخل من أصوات على قلتها كانت ترغب بصدق في التغيير في اتجاه دمقرطة النظام وكانت مقتنعة بالعمل وفق قاعدة الممكن… لا غير…
رابعا:… ليس من المناسب وضع كل من تبنى مقولات النظام السابق في الزاوية واقصائه من حقه في القيام بدوره في انجاح الانتقال الديمقراطي والا دفعناه دفعا نحو الاحتماء بالاطراف التي لها غاية ومصلحة في الاجهاز على مكتسبات الانتقال الديمقراطي…وهو ما حصل من خلال صعود طرف يعلن عداءه الثورة…
5/ ان من يقيم الثورة انطلاقا فقط من الجوانب الاجتماعية قاصر الوعي بقيمة الحرية و الديموقراطية في تغيير أحوال الشعوب المادية…. وهو يختزل حاجات المجتمع في الأكل و اللباس… وما شاكلهما… وهو لا يعي ان جذور الأزمة الاجتماعية تعود إلى ما قبل الثورة بكثير…
لذا فليس من اللائق نشر سوابق هذا وذاك في تمجيد النظام السابق كما لو كانت استحقاقات الثورة مسجلة بدفتر خانة باسم جهة معينة… فالحرية حق مشاع للجميع المطالبة به…
اما عن النوايا فلا تكشفها سوى الممارسة الفعلية على الميدان وليس الشعارات…
ولقد شارك في اعداد وثائق الانتقال الديمقراطي مئات الكوادر التي اشتغلت مع بن علي…وانتمت إلى التجمع…لكنها اليوم منخرطة بوعي واقتناع في بناء الجمهورية الثانية…وهم اليوم موزعين على كل الاحزاب يمينا ويسارا… “
شارك رأيك