الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وازنة في تونس و لها إرث تاريخي محترم سواء في مواجهتها للمستعمر أو إثر انتصارها للحبيب بورقيبة في صراعه مع صالح بن يوسف قبل سنة 1956 أو مساهمتها في تأسيس الدولة بعد سنة 1956 ، و لكن علاقتها في السلطة تبق مشبوهة بل تعد أحد أذرعتها إلّا في مراحل معينة خاصة أثناء الصدام العاشوري ـ البورقيبي في أواخر السبعينات ..
بقلم سليمان الرويسي*
اليوم ، أرى أنّ بعض قياديي المنظمة قد حادوا على أهداف المنظمة المتمثلة في تحسين الظروف الاجتماعية لمنظوريها التي أضحت متدهورة بل يوظفون حالة العمال هذه لتحقيق مكاسب لقياديي المنظمة مثل التوزير أو تمكين بعضهم من وظائف سامية في الدولة (سفراء او قناصل) علاوة على تشغيل أبناءهم خاصة في القطاع العام ، كما أضحوا في ظلّ ضعف الدّولة يتدخّلون في شأن الحكم بل وضعوا أنفسهم أوصياء عليه ( الكل يعلم مخرجات قرطاج 1 و قرطاج 2 و الأطراف التي ساهمت فيها .. )
بل أنّ الاتحاد التونسي للشغل أضحى يدير حوارات أو ربّما ينسق مع السفارات الأجنبية و هذا في حقيقة الأمر يعدّ تجاوزا خطيرا يمس من سيادة الدولة التي كان عليه تزكيتها لا التّعدي عليها ..
الوضع الاقتصادي و الاجتماعي متدهورا بشكل ملفت و المواطنون ينتظرون بعد سقوط حكومة “الجملي” على نيل ثقة البرلمان الإسراع بتشكيل حكومة “الياس الفخفاخ” كما كانوا يأملون أن تفرض منظمتهم برنامجا يراعي الحالة الاجتماعية التي هم عليها مثل
1/ عدم التفويت في القطاع العام مهما كانت الأسباب ..
2/ هيكلة المؤسسات التي تعاني من صعوبات و التدقيق في حقيقة هذه الصعوبات
3/ الضغط من أجل مراجعة قانون استقلالية البنك المركزي عن الدولة
4/ جرد أملاك الدولة و تثمينها
5/ التفويت في أسطول السيارات التي تملكها الدولة و التخلي على الأموال التي تصرف في صيانتها علاوة على الميزانية المخصصة للوقود
6/ إصلاح التعليم بما فيه اعتبار اللغة الأنقليزية اللغة الثانية في البلاد بعد اللغة العربية
7/ فتح حرب لا هوادة فيها على الإرهاب و الفساد
8/ تكريس استقلالية حقيقية لمرفق القضاء و …
و لكن قياديي منظمتنا بداية بالطبوبي و المكتب المركزي و الاتحادات الجهوية و غيرهم ربّما في مكاتب الجامعات و المستفيدين من الفساد الذي استشرى في منظمة حشاد انخرطوا في حملة على رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي بدوره مغادرا في الأيام القريبة القادمة لا لجرم اقترفه عدى أنّه كشف حقائق الكل يعلمها منها انخراط الطبوبي في لعبة السياسة كان ذلك بانحيازه لـ”حافظ السبسي” في صراعه مع شقّ آخر في حزب النداء أو دعمه للمرشح الرئاسي “عبد الكريم الزبيدي” ..
رسالة للبيروقراطية النقابية و أزلامها : الرجاء كل الرجاء فكرو فينا وادخرو جهدكم لفائدة منخرطي الاتحاد و حافظوا على تونس و يزوا من التطلفيح
* سليمان الرويسي: أستاذ و نقابي. تعتبره بعض وسائل الاعلام قائد الانتفاضة الاجتماعية في 17 ديسمبر 2010 بسيدي بوزيد
شارك رأيك