ضمن برمجته لتوقيعات راعي النجوم نظّم بيت الرواية لقاءا مع الرّوائي والقاصّ نبيل قدّيش وذلك لتقديم إصداره الروائي الجديد “بياض العين” الصادرة عن مؤسسة الانتشار العربي البيروتية يوم الاربعاء 12 فيفري 2020 بمكتبة البشير خريّف بمدينة الثقافة بتونس العاصمة.
قدّم الكاتب والمكلّف بالبرمجة في بيت الرواية الأستاذ محمد الحباشة في بداية اللقاء نبذة عن مسيرة القاصّ نبيل القدّيش الروائيّة فقال: “نبيل قديش قاصّ وروائي وصحفي تونسيّ من مواليد تونس، عام 1977، حاصل على الماجستير في الاتصالات. صدر له في القصة القصيرة مجموعة “العبث مع نيتشه” سنة 2014، وروايتان “زهرة عبّاد الشمس” سنة 2015 و”شارلي” سنة 2016. يراسل الصحف والنشريّات العربيّة مثل الأخبار اللبنانية، القدس العربي، كيكا، المثقف، السفير وغيرها. تحصّلت أعماله السرديّة على العديد من التتويجات الوطنيّة أهمها جائزة الاكتشاف للكومار الذهبيّ لأفضل الروايات في تونس عن روايته “العبث مع نيتشه” كما وصلت روايته “شارلي” للقائمة القصيرة لأفضل الروايات التونسية في دورة معرض تونس الدولي للكتاب 2016.
وأعرب الرّوائي قدّيش عن تحمّسه لعرض مولوده الروائي الجديد قائلا : “تعدّ الرواية بالنسبة لي طريقة مثالية في البوح، فهي أكثر السّبل سخاء من حيث التحرّر والتجلّي والتعبير عن مكنونات النفس التي قد تكبّلها نواميس الواقع المعيش… أثناء الكتابة أكون في حالة تعرّي إذ تلقاني أتجرّد ولو لبرهة من تلك الواقعيّة القذرة…”
ورواية “بياض العين” ضرب من السيرة الذاتية والتخييل الروائي توسّل نبيل قديش بطلها (أمجد) كشخصية مركزيّة تدور على مسامها الأحداث، ويقول الكاتب في هذا السياق : “لا أؤكّد ولا أنفي أنّ الأثر سيرة ذاتية فلربّما تجمعني مع شخصية أمجد عدة تقاطعات ولطالما يسكنني ذلك الطفل الغرّ المتأرجح بين الانحراف والإنقاض والذي يبحث عن الخلاص طامحا للتغيير النوعي بعد طرحه لعدد من الأسئلة الوجودية حول واقعه المرير، أمجد ذلك الطفل الذي نشأ في منطقة ريفية من الشمال الغربي للبلاد والذي عاش واقعة سقوطه في حفرة مع أبيه الأعمى الواقعة التي جعلت البطل في تماس أول مع العالم الخارجي”.
تجمع رواية “بياض العين” بين التشبيه والاستعارة للتوصيف التصويري المفصّل في قراءة المضامين، فيما أردف الكاتب لسعد بن حسين سائلا: “لقد تفحّصت الرواية مضمونا وأسلوبا فانتابني الفضول لمعرفة مدى تأثير ورشة آفاق للكتابة اللبنانية فيك؟”
ورد قدّيش: “لم تكن الرواية في الحقيقة نتاج أي ورشة بل إني فشلت أثناء مشاركتي في الكتابة ضمن مجموعة أو حتّى الكتابة تحت الطلب… فالكتابة شأنها شأن الرصاصة التي تصيب الهدف مباشرة من دون تعليمات.”
و ختم الروائي هذا اللقاء الذي جمعه بنخبة من الكتّاب : “لا يمكن للروائي أن يسكن أي مكان بل هو كيان مسكون بالأمكنة المتجدّدة وعلى درب هذا التيّار سيكون اصداري القادم “الركض في المنخفض” رواية قد أستعيد على وقعها لياقتي في القص”.
شارك رأيك