كتب القيادي في النهضة فتحي العيادي رسالة مفتوحة عبر صفحته الرسمية بالفايسبوك يذكر فيها جميع الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة بما أسماه “خصال” الحركة الإسلامية و بموقفها النهائي من حكومة الفخفاخ.
وقد كتب العيادي هذه الرسالة، وهو المحسوب على اطرف المعتدل في النهضة، إثر اللقاء الذي جمع اليوم، الأحد 16 فيفري 2020، في قصر باردو، كل من نورالدين الطبوبي عن الإتحاد العام التونسي للشغل، و سمير ماجول عن المنظمة التونسية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، مع راشد الغنوشي رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة، لمحاولة ايجاد حل لتجاوز المأزق الحكومي بعد قرار مجلس الشورى بالأمس عدم المشاركة في حكومة إلياس الفخفاخ وعدم منحها الثقة في البرلمان.
و يقول العيادي أن الحركة الإسلامية هي اليوم “في موقع قوة” وأنها “هي التي حافظت على الإنتقال الديمقراطي وعمقت الوعي الجمعي وكانت قد اكتفت بوزير أو وزيرين فقط في 2014”.
ويذكر العيادي بانه قد غاب عن “أصدقائه” أن النهضة “مهما عرض عليها من وزارات فستقول لا حين ترى وجود العالقين بالمسار الديمقراطي…” و يختم فتحي العيادي رسالته موضحا بأن العودة مجددا إلى انتخابات سابقة لأوانها تزعج الاخرين و الأفضل للجميع “التواضع و عدم البحث عن شرعيات خارج إرادة هذا الشعب”.
وفي ما يلي نص الر سالة كاملة…
“اصدقائي السادة إلياس، الطبوبي، ماجول: النهضة التي قد لا تعرفون… استطاعت النهضة طيلة مسيرتها السياسية أن تحفظ الإنتقال الديمقراطي في بلادنا وعمقت في الوعي الجمعي أفكار المصلحة الوطنية والتوافق والتنازل حتى عدت خطابا لكل الأحزاب السياسية وخاصة في الفترة الأخيرة حيث طغى على خطاب التيار وحركة الشعب تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والمسؤولية الوطنية وكأنهم قدموا القرابين على مسار تكوين حكومة السيد إلياس الفخفاخ، ألم تر أنهم اكتفوا بوزير أو وزيرين كما فعلت النهضة بعيد انتخابات 2014.
“صحيح أن النهضة تنازلت سابقا وهي في موقع قوة برلمانيا ودفعت بالرباعي إلى موقع معتبر دوليا. جائزة نوبل السلام فظن أصدقاؤنا أننا مهما علا صوتنا وخطابنا فإننا سنتنازل أخيرا ونمنح الثقة لحكومة السيد إلياس خاصة إذا نحن في وضع أضعف مما كنا عليه في 2011 و2014 نيابيا.
“غاب على هؤلاء الأصدقاء أن النهضة يمكن أن تتنازل في حقها حين تقدر أن طريق الإنتقال الديمقراطي سالكة أما حين تلمح مغامرين يعبثون بمسارنا في تونس فإنها بلا شك ستقول لا مهما عرض عليها من وزارات.
“بيننا وبينكم تونس وسلامتها فإن جئتكم إلى كلمة سواء بيننا وبينكم فلا تجدون من النهضة غير الثقة وإن جنحتم عن ذلك فلن تكون إلا النهضة التي لا تعرفون. المكابرة والتذاكي لن تصنع مستقبلا أفضل لتونس ولن تنسج نسيج الثقة والتشارك في حمل مسؤولية هذا الوطن.
“الأفضل لنا جميعا ان نتواضع وأن لا نغامر بالبحث عن شرعيات خارج إرادة هذا الشعب. قد تزعجكم العودة إليه مجددا في انتخابات سابقة لأوانها فاحترموا إذن إرادته التي عبر عنها أخيرا على الأقل”.
شارك رأيك