
قصيدة للشاعرة كريمة مكّي مستوحاة من إيقاع الحياة السياسية في تونس وتسليم المشعل من طرف حكومة يوسف الشّاهد إلى حكومة إلياس الفخفاخ.
بقلم كريمة مكّي

وَ وَقَعَ، يوسف، في غَيَابَةِ الجُبّ!
كيف صَدَّقَ حُبَّ إخوانه!
كيف اطمأنّ لوعودهم؟!
ألم تقصّ عليه أمّه، صغيرا، أَحْسَنَ القَصَص؟
إن كنت لم تسمع و أنت على صِغَرٍ فقد آن لَكَ، يا يوسف، أن تقرأ…
اقرأْ…
اقرأ يا وَلَدي،
إنّ لَكَ في قصّة ابن يعقوب، لَعِبْرَة.
لا تقلق اليوم و لا تحزن…
و لِمَ تحزنْ؟
كلّ الحكاية: لم يحِنْ وقتك.
أَلاَ تَصْبِرْ!
الدور آلَ لِغيركْ
فارحل…
و من يدري…
لعلّك تُنْسَى… فتُذْكَرْ!
ارحل، يا ولدي، لِتَنْسَى…
ارحلْ و لن تَنْسَى…
و مَنْ يَنْسَى حُلْمَهُ إِذْ يرحلْ!
ارحل، إذن، لِتفهمْ لماذا لم تَشْرَبْ و عَيْنُ الحكمِ كانت أمامكْ و كنتَ الشّاهد الأقربْ.
ارحل الآنَ… لِتَهْدأْ،
ارحلْ لِتَرْجِعْ… يوم ترجع: أفْهَمْ و أثْبَتْ و أَصْلَحْ.
ارحَلْ، يا ولدي…
إنْ شِئْتَ حقّا أن تَنْجَحْ.
كاتبة ومدونة تونسية.
شارك رأيك