في شهر نوفمبر 2009 وحين كان وباء H1N1 منتشرا في تونس والعالم والجميع في حرب ضده وفي احد الامسيات الشتوية هاتفني الصديق لطفي حجي المراسل ” السري” لقناة الجزيرة انذاك ليطلب مني مساعدته في التعليق على خبر اغلاق المدرسة الفرنسية في تونس نتيجة اصابة بعض التلاميذ بفيروس H1N1.
بقلم عبد المجيد المسلمي
وقد قال لي ان مسؤولي وزارة الصحة رفضوا التعامل معه وان اطباء العاصمة متحفظون ولا يريدون المشاكل والحال ان نظام بن علي يعادي قناة الجزيرة، قلت له انني كطبيب جراح لست مختصا في الامر، واقنعت انذاك صديقي الدكتور نوفل كعبية استاذ مبرز بقسم الامراض الحرثومية بمستشفى فرحات حشاد بسوسة ومنسق البرنامج الجهوي للتوقي من الفيروس اقنعته رغم تحفظه بالحديث على المباشر في قناة الحزيرة.
وقد كانت قناة الجزيرة انذاك محل متابعة كثيفة من قبل التونسيين و في المساء و في برنامج الحصاد المغاربي اجاب الدكتور بكل حرفية عن اسئلة الصحفي وقدم لمحة ضافية ومشرفة عن الخطة الوطنية لمجابهة ذلك الوباء وعن الاستعدادات التونسية لمجابهته حتى ان الدكتور افحم الصحفي بعلمه ومعرفته وبوضوح اجاباته حول ذلك الوباء.
وزدت اقتناعا بغباء النظام الذي يسعى لحجب المعلومة بالرغم من انها تعطي فكرة جيدة عن تونس، ومن الغد تعرض الزميل الى عديد الضغوطات والمساءلات وعن علاقته بقناة الجزيرة بالرغم من انه لم ينتقد النظام.
في شهر جانفي 2010 حدثت حالات وفيات بوباء H1N1 ومنها امراتين حاملتين، هاتفني لطفي حجي مرة اخرى وطلب مني التدخل لدى الدكتور نوفل كعبية للحديث عن هذه الوفيات وقد كان الرهان مهما حيث اقتنت وزارة الصحة انذاك عشرات الالاف من التلاقيح ولكن المواطنين لم يقبلوا عليها خوفا من اعراضها الثانوية، و قد تمنيت ان يتدخل الدكتور ليشجع المواطنين وخاصة الشرائح الهشة على التلقيح، لكن للاسف طلب الدكتور نوفل الاذن من رئيس القسم للحديث لقناة الجزيرة، فاحال الطلب الى الادارة الحهوية للصحة التي احالته الى الادارة العامة للصحة الذي احالته بدورها الى الوزير…وفي الاخير لم يتحصل على الاذن بالحديث للقناة واضاعت البلاد فرصة لتوعية المواطنين.
العبرة ان للاعلام دور كبير في مجابهة هذه الاوبئة وان حرية الاعلام نعمة للوطن والمواطنين.
شارك رأيك