من خلال متابعتنا لتطورات الحالة الوبائية لمرض فيروس الكورونا CoVid 19 في العالم و خاصة في الصين التي أصدر علمائها دراسات دلت أصحاب القرار السياسي إلى الحلول الجذريه و العمليه لإحتواء تطور الحالات المرضيه و حالات العدوى
و باعتماد القياس بما تبين من تطور الحالة في كل من دول الحوار في شمال البحر الأبيض المتوسط خاصة في إيطاليا
فإن الضارب الحقيقي لحالات الممكن اكتشافها في قادم الأيام هو معدل محسوب خاصة في الدراسات الصينيه يجاور ما بين 25و 27 مرة الحالات المقر بها في الأيام الأولى
و سنفسر لكم مالقصد من ذلك في علم الأوبئه بالرجوع الي الخبراء. ففي بلد كتونس في غياب الحجر الصحي الجماعي و إيقاف الحركة أو ما يعرف بحظر التجول couvre-feu و عند اعتماد الحالات المدلول بها بالتحاليل في حدود 24 حالة كما هو الأمر في تاريخ 16 مارس 2020 ف الحالات الممكن ورودها في قادم الأيام تجاور من 600 إلى 648 في ظل العشر الأيام القادمه
باعتماد التطور الأولي المتسارع كما هو الحال في الدول الموبوئة
و استنادا إلى أفضل الطرق في تطويق الأزمه الصحيه نجد أن المنهج الصيني نجح في ما فشل فيه الآخرون لعدم التهاون و عدم التخاذل و عدم الانصياع لأراء قصار البعد في النظر و الغير جادين في التنويه بالخطر
و لئن أعلنتم حالة الحرب قبالة عدو غير مرئي في خطابكم الأخير فإننا و من باب حرصنا على الاتيان بالنصح بمنظور علمي و عملي و التأكيد على روح المواطنة و رغبة منا في المضي قدما إلى أفضل الحلول ألا و هو الحجر الذاتي لكافة المواطنين و حظر التجول لمدة لا تقل على أسبوعين تكون موازية لفترة العطلة الدراسيه تجعل البلاد قادرة على احتواء هاته المرحلة الوبائيه بأخف الأضرار.
و في نفس الإطار أنتم الآن في أصعب المراحل في فترة حكمكم و لديكم فرصة ذهبية لتبيين مدى استعداد الدولة للتضحية من أجل شعب تونس بتوفير السند المادي و المعنوي للطبقات الفقيرة و المعوزة و الفئات الغير قادرة صحيا.
و كما لم يبخل أي تونسي في دعم سياسات الدولة في كل الأزمات السابقة حان الآن أن تبين حكومتكم على قدرتها في مواجهة الأزمه الراهنة في غياب المتطلبات الكبرى للعمله الصعبه بايقاف التوريد و لو حينيا من الدول التي لدينا معها عجز تجاري كالصين و تركيا و نزول سعر البترول مما يقلل حدة استنزاف قدرة الدوله على دعم المحروقات و المواد الأساسية حان الآن أن تفعلوا غلق الحدود برا و بحرا و جوا و أن تكونوا قاسين إزاء كل من لم يمتثل للحجر الذاتي بقرارات رادعة و ان تجعلوا من الحجر الذاتي الصحي لكافة المواطنين باعتماد حظر التجول لفترة لا تقل عن 14 يوما لإنقاذ مستقبل البلاد و العباد مخرجا من مخرجات شجاعة القرار و حسن التبصر في غد أفضل بتضحيات أقل.
شارك رأيك