وردت هذا الأسبوع معلوماتان طبيتان جديدتان سوف تغيران كل المعطيات في التعامل مع فيروس كورونا. مما يُحتم علينا اليوم في تونس إعلان حالة التاهب القصوى ضد هذا الوباء و جعل منه قضية وطنية تفوق كل الإعتبارات.
بقلم الدكتور قيصر ساسي
تطور الأحداث عرف منعرجا خطيرا جدا و الأحداث أصبحت تتسارع بصفة مفزعة. حيث ان نسبة الوفيات فاقت 8% في إيطاليا، ما يجعل الأمر مرعبا بأتم معنى الكلمة، و أصبحنا نقول أن الذي صار في الصين هو رحمة بالمقارنة مع ما يحدث الأن في بلدان أخرى.
كذلك تبين الأمس في بحث علمي أمريكي أن الفيروس يبقى في الهواء مدة 3 ساعات حيا يرزق. و مجرد المرور في مكان سعل أو عطس فيه شخص مريض كفيل بالعدوى.
لا أريد أن أرعبكم لكن العالم يعيش كابوسا ما زلنا بعيدين عن الإستيقاظ منه. مع العلم أننا مازلنا نجهل كيفية تطور هذا الوباء في بلدان العالم الثالث.
للأسف تونس سوف تمر بفترة صعبة إذا ما لم يتم منع التجول على كامل السكان مدة 21 يوما على الأقل وذلك بداية من اليوم أو غدا على أقصى تقدير.
ما زالت الكرة في ملعبنا و وجب علينا الأن :
– فرض البقاء في المنزل على كل السكان في كامل البلاد مدة 21 يوما على الأقل و ذلك باستثناء أصحاب الأعمال الحيوية كالأطباء و الممرضين ورجل الأمن…
– تمكين الكادر الطبي و شبه الطبي من وسائل الوقاية الكاملة حتى لا يتسببوا بدورهم في نشر الفيروس…
– إعداد برنامج تأهب ينقسم إلى مراحل متصاعدة يؤخذ فيها بعين الإعتبار النظام اللوجستي لرفع حالة الإستعاب لأسرة الإنعاش من 400 حاليا إلى 1000 سرير : الإمكانيات موجودة حاليا.
– حماية المؤسسات في هذه المحنة بكل ما استطعنا اليه سبيلا مع إحداث صندوق دعم وطني ودولي.
– الوقف عن إستعمال السيارات الإدارية وصرف أموال سعر البنزين إلى وزارة الصحةَ.
– طلب المساعدة الدولية: طلب تأجيل خلاص الديون و طلب حقنا في الترليون دولار الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة على ذمة الدول المحتاجة.
– تأجيل خلاص القباضة والضمان الإجتماعي لكل الشركات.
طمأنة رجال الأعمال بكل الطرق حتى يتجندوا في هذه المهمة الوطنية وتمكينهم من جملة من الإمتيازات في المستقبل.
* طبيب مختص في التخدير والإنعاش.
شارك رأيك