بعدما اثاره برنامج “لكلنا تونس” من جدل لدى الشأن العام و ذلك لانعدام المهنية في التعاطي مع المعلومة و خاصة في هذا الظرف، نشرت لجنة أخلاقيات المهنة الصحفيةالراجعة بالنظر للنقابة الوطنية للصحفيبن التونسيين بلاغا شديد اللهجة و هذا نصه:
“بثّت القناة التلفزية الخاصة التاسعة حصة تلفزية خاصة بموضوع فيروس الكورونا ليلة البارحة 27 مارس 2020 و شاب هذه الحصة العديد من الأخطاء المهنية والأخلاقية الجسيمة، لا سيما عدم الالتزام بالمعايير المهنية المعروفة من موضوعية وتوازن، وعدم احترام حرمة المريض. و صدم الجمهور خلال بث البرنامج المباشر ” لكلنا تونس” على القناة المذكورة بتلفّظ الصحفية لبنى بن عبد الله بعبارات مسيئة لكرامة شخص يخضع للحجر الصحي في فندق بشط مريم. وكان منشط البرنامج علاء الشابي قد قام بضغوط على الصحفية في المباشر لإلزامها بمواصلة الاستجوابات، وفي المقابل دافع الخاضعون للحجر الصحي عن حقهم في عدم تصويرهم وتمريرهم دون موافقتهم. ويهم لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن تسجل ما يلي: ـ أن الرسالة التي قامت بها مراسلة قناة التاسعة لم يكن لها المبرر الإخباري الحارق كي تتحول مراسلة ميدانيا. بل كان المباشر أقرب ما يمكن إلى خلق الـ”Buzz” والإثارة أكثر من الإخبار ووضع المشاهد في إطار إخباري. ـ كان على هيئة التحرير وإدارة القناة أن تتفطن إلى أن إرسال مراسل ميداني في مثل تلك الظروف قد يعرض المراسل والفريق المرافق إلى الخطر ، كما ينتهك حق الأشخاص الذين تم تصويرهم دون موافقتهم، رغم حصول القناة على تصريح، ويمس من سرية معطياتهم الشخصية. وقد نبهت نقابة الصحفيين سابقا وفي نشرة توجيهية إلى عدم الذهاب إلى أماكن الاحتجاز والمستشفيات فيها مرضى بفايروس كورونا احتراما لخصوصيات المصابين ومعطياتهم الشخصية، وحماية للطواقم الصحفية من العدوى. ـ وتعتبر لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية أن إصرار المنشّط على بقاء المراسلة في مسرح الحدث، سلوك غير مهني، إذ من المفروض حسن إدارة التشنج على الهواء وإنهاء الرسالة بطريقة سلسة ومهنية. ـ وتنبّه لجنة أخلاقيات المهنة مسؤولي قناة التاسعة إلى خطورة استعمال قناة تلفزية في خدمة الأجندات السياسية والمالية للممولين وتصفية الحساب مع الخصوم السياسيين لهم، حيث أن البلاتو الذي أداره علاء الشابي ليلة أمس لا يرتقي إلى مستوى حصة تلفزية. حيث تم اختيار الضيوف من غير المختصين، وباتجاه واحد الأمر الذي جعل الحوار منصبا على انتقاد وزارة الصحة والاطارات الطبية وشبه الطبية إلى حد التجنّي دون تناول الموضوع من الأوجه المختلفة التي يفرضها وضع كوضع وبائي تعيشه تونس وكل العالم ـ تهيب اللجنة بكافة الزملاء الصحفيين بالالتزام حرفيا بأخلاقيات المهنة الصحفية ورفض العمل بالتعليمات والتوجيهات، والالتزام بقواعد السلامة المهنية وبالإمكان العودة إلى الوثيقة التي نشرتها نقابة الصحفيين في ما يتعلق بالسلامة المهنية في التغطيات المتعلقة بتفشي فايروس كورونا في تونس. وتنبه اللجنة الزملاء الصحفيين ان الالتزام بأخلاقيات المهنة وصحافة الجودة وحده القادر على قطع الطريق امام المتربصين بحرية الصحافة تحت تعلّة “حماية الأمن القومي” لجنة أخلاقيات المهنة الصحفية عن الرئيس كريم وناس”.
شارك رأيك