فيروس كورونا، أو كوفيد-19 الذي أذهل الأوروبيين وقوعه ببلدانهم، أرجعت وزيرة الصحة الفرنسية سابقاً، روزلين باشلو، سببه الى خطئهم الأكبر بأن الأوبئة لم يعد لها مكان بأوروبا وإنما بالخارج، في إفريقيا، كالايبولا وغيره، وقدرتهم على معالجتها هناك والتصدي لها دون وصولها اليهم. وهو ما فسرت به فقر الاحتياطات في جهازهم الصحي حين غزاهم هذا الوباء الجديد.
بقلم الدكتور المنجي الكعبي *
و ليس غريباً عن أصدقائنا الفرنسيين هذه الأفكار الاستعمارية التي غزوا بها الشعوب، كدعواهم قديماً أن اللائكية هي مذهب صالح في فرنسا لا خارجها حيث مصالح الاستعمار تتصادم مباشرة مع دين الإسلام في الكثير من مستعمراتها.
وقد كان الاستعمار ذاته وباء، وعامله المسلمون في أوطانهم كما يعامل الوباء المعدي، حتى تخلصوا منه بفضل إيمانهم بالإسلام وبالأقدار التي يسوقها الله لعبادة ليمتحن صبرهم على شدائدها حتى لا يفوّتوا في قدرته تعالى بالانتصار لهم لرفعها عنهم.
وكما كان الاستعمار داء ما بعده داء كانت الكورونا اليوم دواء ولا كمثله دواء لكل متعاظم من الحكام على قدرة الله أو مريض بداء العظمة على سائر الخلق من البشر.
فهل من تضامن دولي للإتيان على ما اصطنعه أرباب السياسة غير المؤمنين بالمعجزات فأورثونا سوء نظرياتهم الاستباقية والعنصرية والاستئصالية وأسلحتهم النووية والجرثومية.
باحث جامعي ونائب سابق.
شارك رأيك