جدل كبير اثاره القرار الذي اخذته شيراز العتيري وزيرة الشؤون الثقافية بموافقة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ في ما يخص الترخيص الاستثنائي لمواصلة تصوير مسلسلات رمضان في زمن الحرب على الكورونا و توقف كل القطاعات الحيوية و الحياتية في البلاد للتوقي من تفشي الفيروس.
هناك الكثير من يهمهم “التفرهيد في ليالي رمضان و التخفيف من وطأة الحجر الصخي” اكثر من تعريض حياة الناس لخطر الوباء و هؤلاء يدعمون القرار و يدعمون بالتالي القنوات التلفزية المعنية التي همها الوحيد جلب المستشهرين في شهر ذروة الاستهلاك و بالتالي جمع المال لخلاص طاقمها بجرايات خيالية و هم تحت الطلب كما يسوقه بعض النقاد، و هناك فئة أخرى عقلانية تشرح الاسباب من زاوية عدم المتاجرة بالممثلين و بارواحهم خاصة ان هناك مخاطر العدوى لفيروس مجهول و ليس فيه دواء و انه قد حان الاوان كذلك لتهذيب المنتوج التلفزي و عدم اللهث وراء ثقافة البوز و الربح السريع على حساب الذوق و تربية الاجيال على اسس سليمة فيها الترفيهي و التثقيفي و الجميل، ثم هناك فئة أخرى من المتدينين المتطرفين ممن استغلوا الفرصة ليبثوا سمومهم في الثقافة و أهل الثقافة و المواد التثقيفية و الترفيهية و في عالم الابداع ككل،…
من بين هذا و ذاك، دخل فاهم بوكدوس على الخط و كتب:
“ظهور مكثف لوزيرة الثقافة التونسية في كثير من وساءل الإعلام المهيمنة للدفاع عن قرار عرفها الفخفاخ بمنح استثناءات لتصوير مسلسلات رمضانية وصلت حد اتهام مخالفيها في الرأي بمعاداة الثقافة مما من شأنه أن يعزز ما تم تداوله من وجود ضغوط من بارونات شركات الإنتاج والاشهار لمنح استثناءات مشابهة. أن الاربع أو الخمس مسلسلات التي تنوي الوزيرة منحها الأوكسجين الاستثنائي لا يمكن أن تنقذ المبدعين والعاملين في قطاع الثقافة من البطالة ولا ان تحل فقر المؤسسات الاعلامية ولا ان تحدد طبيعة السهرات الرمضانية زمن الحجر الصحي العام، وإن كانت العتيري مقتنعة بمثل هذه الأوهام فلتشمر ساعديها طيلة السنوات القادمة للمساهمة في بناء سياسة عمومية في مجال الثقافة تنقذ القطاع من التفقير والتصحير وتفرض شخوصه ومضامينه على رأس الاجندا الوطنية لثورة ما بعد الكورونا بعد أن كانت على هامشه في فترة ما بعد الثورة، ولتكف عن تقديم نفسها ضمنيا كمتحدثة باسم مجموعات ضغط تنتعش زمن الكوارث والأوبئة فموقعها وقيمتها اسمى من ذلك بكثير. #اننا نحب الثقافة ولكننا نرفض الاستثناءات”.
شارك رأيك