كتب محسن مروق رئيس حركة مشروع تونس مساء اليوم الخميس 16 أفريل 2020 نصا نشره على صفحته الرسمية بالفايسبوك يعبر فيه عن استغرابه من تغير في المواقف، فبالامس في أمريكا و اليوم في فرنسا أين يروج أن “الفيروس صنع في مخبر فيروسي في الصين، نوع من صناعة رأي العالم في الغرب في الخطوات الاولى قبل تعميم الاشاعة أو المعلومة”.
“حرب الكوفيد العالمية؟
بعد ظهور الوباء ظهرت فكرة أنه وباء اصطناعي أي وقع “اكتشافه وتصنيعه” في مخبر طبي ثم خرج من المخبر عمدا أو خطأ فكان ما كان.
الناس تحب قصص المؤامرات خاصة في أوقات الازمات. فالانسان حين تصيبه مصيبة يبحث دائما عن شرير يكون مصدر الشرّ ليحمّله المسؤولية.
تتذكرون أنّ كل علماء العالم الذين درسوا فيروس الكورونا رفضوا الفكرة وقالوا أنّ دراستهم للفيروس تؤكّد أنّه طبيعي وليس اصطناعيّ.
ولكن منذ يومين تغيرت لهجة الغرب. قناة فوكس نيوز الامريكية اليمينية ثم دونالد ترامب بنفسه واليوم ماكرون بدؤوا في الترويج بالتلميح لفكرة المؤامرة والاشارة لان الفيروس قد يكون من انتاج مخبر فيروسي صيني في ووهان وانّه قد يكون تسلّل من المخبر للناس. فعندما سألهم صحفيون عن الموضوع كان ردهم أنهم يدرسون المعلومات والذي يعرف كيفية صناعة الرأي العام في الغرب، يعرف أن هذه الخطوات الاولى قبل تعميم إشاعة أو معلومة.
وبدأ الحديث عن غياب شفافية الصين وتأخرها أسبوعا في جانفي عن إعلام العالم بخطورة الفيروس، رغم أن حكومات العالم كان لديها شهر فيفري كاملا لترد الفعل. وأيضا إشارات حول البحث عن معلومات للتاكد من التسرب الاصطناعي للفيروس.
وعندما يكون الامر في مستوى ترامب وماكرون في انتظار شفاء جونسون، وأغلب دول الناتو،فالموضوع صار جديّا.
ماذا حصل إذن لتنقلب الرواية رأسا على عقب؟ ولماذا يقع تكذيب علماء الغرب من طرف حكام الغرب؟ ومن نصدّق؟
خاصة وإننا لم نسمع عالما واحدا يؤكد صحة الرواية الجديدة؟ وقتيا طبعا. فأجهزة مخابرات الغرب تستطيع أن تفبرك ما تشاء. لنتذكر أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق وكيمياوي سوريا.
الأقرب للظن أن السبب اقتصادي. فدول الغرب مقبلة على خسائر مالية واقتصادية هائلة مقابل خسائر صينية أقلّ. والخوف في الغرب هو الاستفاقة على ميزان قوى اقتصادي جديد قريبا لصالح الصين وآسيا.
لذلك قد يكون مفيدا لهم تحويل الصين من مستفيد من الازمة إلى مسؤول مباشر عن الازمة يقع ابتزازه اقتصاديا وماليا فيما بعد ليبقى الوضع على ما هو عليه.
الموضوع حساس جدا فالبشر الذين يحاربون فيروسا لا يرونه ” حتى يفشّوا غلّهم فيه” سيكونون جاهزين لتعيين مسؤول عن التراجيديا التي يعيشونها. لذلك فإن حشدهم ضد طرف محدد بدون أدلّة واضحة قد تكون له نتائج كارثية. فنحن نتحدث عن قوى عظمى نووية.
إنها بوادر حرب عالمية نرجو أن تبقى باردة. قد يحمى وطيسها وقد يقع تسويتها بهدوء مقابل تسويات مالية وتجارية.
مصلحتنا نحن الدول الأضعف أن يسود التعاون الدولي عوض الحروب الساخنة أو الباردة حتى تتخلص البشرية في أقرب وقت من هذا الوباء”.
شارك رأيك