مبادرة اقتطاع يوم عمل من أجور الشغالين في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص لفائدة الصندوق الوطني لمقاومة جائحة فيروس كورونا ضرورية اعتبارا للظروف الصعبة للمالية العمومية وبالخصوص لقطاع الصحة لكن بعض الأسلاك يجب أن تعفى من هذا الاقتطاع.
بقلم هشام سكيك *
من الواضح أن وضع البلاد يتطلب تسخير كل الامكانيات لفائدة المجهود الوطني لمقاومة الوباء وتداعياته على جميع الأصعدة الصحية منها والاجتماعية والاقتصادية والنفسية… في إطار هذا المجهود الوطني يتنزل “تبرع” الاتحاد العام التونسي للشغل بمقابل يوم عمل من أجور الشغالين في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص وهي مساهمة طبيعية ويقيني أن جل المعنيين مستعدون أن يضحوا أكثر إن لزم الأمر. هذا لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات لتحسين اخراج إجراء ضروري منها أني أرى أنه كان من الأنسب أن تستثنى من هذا الاقتطاع بعض الفئات منها بالخصوص
الأجراء ذوي الدخل المحدود والذين تضرروا أيما ضرر من الكورونا ومن الحجر الصحي أولا.
ثانيا الذين تبرعوا وما زالوا بما هو أثمن من المال في هذه الظروف العصيبة. تبرعوا بتعريض أنفسهم لخطر العدوى وبتمديد حصص عملهم على حساب راحتهم والتضحية بحياتهم الشخصية والعائلية بهجر بيوتهم حتى لا يعرضوا ذويهم العدوى… وفي مقدمة هؤلاء على سبيل الذكر لا الحصر العاملون بقطاع الصحة والأمن والدفاع الوطني والحماية المدنية والنظافة.
هؤلاء المواطنون والمواطنات يستحقون منا تحية إكبار وامتنان بل وكذلك مكافئات مالية وترقيات استثنائية…- بما في ذلك بالنسبة لذوي الدخل المحترم (فرنسا قدمت منحة محترمة للأطباء وبقية جنود الزي الابيض)… إجراءت تعبر عن اعتراف المجموعة الوطنية لهم بالجميل لما تبرعوا به لتخفيف الامنا … قد يؤجل تنفيذها نظرا للظروف المالية الحالية لكن يمكن أن نجسد من خلالها عن شعورنا إزاءهم من الآن على الأقل وذلك باعفائهم من التخفيض في أجورهم و جراياتهم.
أستاذ جامعي وناشط سياسي.
شارك رأيك