أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم السبت 18 أفريل 2020 بقصر قرطاج على موكب الاحتفال بالذكرى 64 لعيد قوات الأمن الداخلي تحت شعار “قوات الأمن الداخلي: الولاء للوطن والوفاء للشهداء”، وتوجه بالأمر اليومي التالي :
بسم الله والحمد لله أيها الإطارات، أيها الضباط وضباط الصف والاعوان، نحيي اليوم الذكرى الرابعة والستين، لنستحضر معا الماضي، بجراحه وأمجاده ونتطلع معا إلى المستقبل بآلامه وأحلامه، كثيرة هي المحطات الجديرة بأن نتوقف عندها، وكثيرة هي الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها. نستحضر في الماضي عطاء وبذلا متواصلين، نستحضر أيضا أرواح الشهداء، نستحضر آلام الجرحى ولا ننسى الثكالى والأيتام، إنكم كنتم دائما ولا تزالون في الصفوف الأولى في كل وقت، وفي كل مكان، كلما اشتد الكرب إلا وزادكم اشتداده قوة وعزيمة، وكلما قست الظروف تجاوزتم قساوتها ومرارتها، كنتم إذا أصابتكم سهام، تكسرت النّصال على النّصال، لا تتوقفون أبدا عن مواجهة كل أنواع التحديات. يغيب عن البعض أحيانا دوركم الإنساني، فأنتم الذين تفتدون المواطنين بأرواحكم، وأنتم الذين تتقاسمون غذاءكم مع عدد منهم، وأنتم الذين تتفقدون أحوالهم ليلا، وأنتم الذين تقفون تحت أشعة الشمس، وتحت المطر. أنتم الذين تواجهون الجريمة منظّمة كانت أو غير منظمة، وأنتم اليوم مع قواتنا العسكرية ومع الأطباء والإطار شبه الطبي، تواجهون في الصفوف الأولى هذه الجائحة العالمية. وأنتم الذين تستحقون الرعاية الاجتماعية لكم ولذويكم، وليس على المجموعة الوطنية بكثير أن تفيكم حقكم كاملا غير منقوص، فمن يضع روحه على كفتيه كل يوم جدير بأن يوفى حقه كاملا غير منقوص. لذلك بادرت والمبادرة جاهزة بإنشاء مؤسسة عمومية تتولى الإحاطة الاجتماعية بقوات الأمن الداخلي من كل الأسلاك والقوات العسكرية تتولى رعايتكم ورعاية ذويكم، قد تعوزكم أحيانا الإمكانيات التي تريدون، ولكنكم بإرادتكم وعزمكم الذي لا يلين قادرون على صنع المعجزات، وستتوفر إن شاء الله كل الوسائل حتى تؤدوا واجبكم كما تريدون. إن شعوركم العميق بالواجب والمسؤولية من أجل رفع راية هذا الوطن العزيز عالية في كل مكان وتحت كل سماء، يدعو كل التونسيين والتونسيات إلى الاعتزاز والافتخار بكم، بل يدعوهم إلى أن يقتدوا بكم في التضحية وفي تجاوز كل المخاطر والعقبات. سنعمل جاهدين جميعا من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة، ومن أجل تأمين عملكم وتأمين حياتكم وحياة ذويكم سنلتقي إن شاء الله لنحيي مثل هذه الذكريات التي لا يجب أن تمحى من ذاكرة التونسيين والتونسيات، نلتقي في أوضاع تكون فيها تونس بخير وستساهمون بإرادتكم وبعزمكم وبثباتكم في أن تكون تونس بخير. وشكرا لكم وإثر تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، تولّى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، منح شارات الرتب وتوسيم ثلّة من أعوان وإطارات قوات الأمن الوطني. وقد حضر الموكب بالخصوص رئيس مجلس نواب الشعب السيد راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة السيد إلياس الفخفاخ، وعدد من أعضاء الحكومة، وثلة من إطارات وزارة الداخلية والقيادات الأمنية.
شارك رأيك