على اثر بث الحلقة الأولى من المنوعة الهزلية ” دنيا أخرى” على قناة الحوار التونسي يوم 24 أفريل 2020 الموافق لأول أيام شهر رمضان المعظم، والتي تضمنت مقطع هزلي يسخر من حاملي الإعاقة الذهنية من خلال الإشارة إلي ان سبب الإعاقة هو لعنة الاهية.
وحيث ان هذا النوع من الرسائل يكرس مفهوم خاطئ لذوي الإعاقة الذهنية ونشر صورة هزلية نمطية لمرض عضوي و تستهزأ من فئة هشة وهو ما يمثل خرقا للقوانين المنظمة لحرية الإعلام وللأخلاقيات المهنية بما يتضمنه من انتهاك لحقوق الإنسان ومسا من الكرامة الإنسانية.
وعلى اثر ورود عديد التشكيات من طرف أشخاص ذوي إعاقة عضوية وعائلتهم الذين اعتبروا هذا المقطع إحراج يمس من كرامة هذه الفئة من المواطنين والمواطنات، قررت مكونات المجتمع المدني وعلى رأسها المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة:
● مطالبة قناة الحوار التونسي باعتذار رسمي على ما تضمنه هذا المقطع من تعابير مهينة لذوي الإعاقة بصفة عامة و ذوي الإعاقة الذهنية بصفة خاصة والالتزام بوضع الاليات الكفيلة بعدم تكرر مثل هذه الممارسات المهينة والماسة بكرامة المواطنين
● دعوة الهايكا للتثبت من المقطع المذكور واتخاذ القرارات الضرورية مع تذكير وسائل الإعلام بواجباتها القانونية ومسؤولياتها الأخلاقية تجاه قضية الأشخاص ذوي الإعاقة
● دعوة لجنة الأخلاقيات بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين للاجتماع والتداول في ما ورد في هذا المقطع واتخاذ الإجراءات اللازمة من جهة والعمل على مزيد توعية وتحسيس المؤسسات الإعلامية بضرورة الاهتمام بإدماج حاملي الإعاقة في البرامج النشرات والالتزام بعدم المس من كرامتهم
دعوة نقابة الفنانين التونسيين للاجتماع والتداول في ما ورد في هذا المقطع واتخاذ الإجراءات اللازمة من جهة والعمل على مزيد توعية وتحسيس الممثلين والفنانين بضرورة احترام كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وعدم استعمال وضعية الإعاقة كوسيلة هزلية مبتذلة.
واذ تشكر المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كل الشركاء المساندين والمدافعين عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكل المواطنات والمواطنين الذين استنكروا مثل هذه الممارسات وتدعوهم الي مزيد العمل معا من اجل الدفاع عن قيمه المساواة وضمان حقوقهم وحماية كرامتهم
واذ تندد من جهة اخرى ببعض التعليقات والتفاعلات من المواطنين الذين يعتبرون ان هذه المقاطع الهزلية “عادية” وهي مادة مضحكة وطريفة متجاهلين الالام التي تتركها هذه الصور النمطية والمهينة للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم
واذ تؤكد على ان “حرية التعبير” و”حرية اختيار مضامين الإعلام” واعتماد النمط الساخر والهزلي لا يعني باي حال من الأحوال انتهاك حقوق الإنسان او المس من كرامتهم او اعتماد صور نمطية وتميزية لمجموعات معينة.
الإمضاء :
المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
شارك رأيك