و إن تم تسريب خبر هذين التعيينين (و لو انه لم يعلن عنهما رسميا لحد الساعة)، يوم أمس السبت 25 افريل 2020، فلا جديد في ذلك لأنه قد سبق لإلياس الفخفاخ أن أعلم المتفاوضين باسم التيار الديمقراطي و حركة الشعب وتحيا تونس، يوم 19 فيفري 2020، بهذا الشرط لحركة النهضة الإسلامية للتصويت على تركيبة حكومته. فؤوس الهدم ما انفكت تنهال على أسس الدولة التونسية…
بقلم فيروز الشاذلي
عماد الحمامي، المستشار الجديد في القصبة برتبة وزير دولة، سيهتم بملفات الصحة بالقصبة، و قد سبق له ان تولى 3 حقائب وزارية (الصحة ثم التشغيل و التكوين المهني ثم الصناعة و المؤسسات الصغرى و المتوسطة) و كان قد شارك كم من مرة في المفاوضات باسم النهضة مع إلياس الفخفاخ في دار الضيافة في الأسبوعين الأخرين قبل منح البرلمان الثقة لحكومته، فجر الخميس 27 فيفري 2020، و ذلك ب129 صوتا منها 52 لحركة النهضة.
الجهلة و عديمو الكفاءة في أعلى مراكز الدولة
والتونسيون يتذكرون جيدا الضعف الفادح لعماد الحمامي الذي لم يترك أية بصمة إيجابية في كل المواقع التي “أهديت له” من طرف رئيس النهضة راشد الغنوشي لقاء الخدمات التي قدمها له. فقد شهدت وزارة الصحة أسوأ فتراتها خلال إدارتها من طرف عماد الحمامي منها أزمة الأدوية و إفلاس المستشفيات العمومية… و قد كان سيادة الوزير عندها مشغولا بإعداد شهادة دكتوراه في الفكر الإسلامي في جامعة الزيتونة…
و أما اسامة بن سالم عضو مجلس الشورى لحزب النهضة فهو أستاذ رياضيات من مواليد عام 1978 وهو ابن المرحوم منصف بن سالم وزير التعليم العالي في زمن الترويكا (من ديسمبر 2011 الى جانفي 2014) وهو صاحب قناة الزيتونة التي تنشط خارج القانون و تحوم حولها عديد الشبهات من ناحية مصادر تمويلها. وهي إلى اليوم مارقة على قوانين الدولة و متحدية للحكومة و للهايكا (الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري) التي ما انفكت تلفت نظر الرأي العام و رؤساء الحكومات المتتالية إلى هذا التحدي الصارخ لقوانين الدولة من طرف هذه القناة المحمية من طرف قيادات حزب النهضة.
إعمال فؤوس الهدم في ما تبقى من الدولة التونسية…
نعم تلك هي حركة النهضة التي تواصل إنجاز برنامجها لتفكيك الدولة التونسية بفرض أعضائها أشباه الجهلة في مراكز القرار العليا بالحكومة… حتى تعم الفوضى و يعم الفساد أكثر في البلاد… فالإسلاميون لا يعيشون إلا في الفوضى والفساد…
ننتظر من إلياس الفخفاخ تبريرا لهذين التعيينين الذين سيكلفان الدولة مزيدا من تبذير أموال دافعي الضرائب من دون منفعة تذكر أو فائدة ترجى… فقط من أجل إرضاء رئيس حركة النهضة الذي لا هم له سوى إعمال فؤوس الهدم في ما تبقى من الدولة التونسية…
شارك رأيك