خلال الكلمة التي توجه بها أمس الثلاثاء في جلسة الاستماع لبعض الوزراء و من بينهم محمد عبو وزير الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية و مكافحة الفساد، كان نبيل حجي النائب عن التيار الديمقراطي واقعيا و صريحا حتى النخاع و تكلم بدون قناع راسما الخطوط العريضة للصورة المألوفة لدى العامة والتي تعكس تصرفات المواطن اليومية في حياته العامة و المهنية… بدون ريتوش، بدون ألوان، كما تعرفون، كما نعرف.
و بدون تغطية الشمس بالغربال كما يقال في المخيال الشعبي، التونسي له طقوسه “حتى في موضوع الزيارة الفنية للسيارة visite technique، يلزم اتمشي… كيف تحرق الضوء و تعطي رشوة باش مايفكولكش الpermis اتمشي… و انسميوا هاذي خباثة، عندك مسؤولية اومادبرتش فلوس تتسمى زوالي، نية، ولد باب الله، هذا مع الأسف واقعنا… الملفات واضحة، يلزمنا ثورة اخلاقية…”، حسب قول النائب ليضيف واضعا اصبعه على موضوع الاحتكار و المحتكرين في المواد الغذائية المدعمة مثل الفرينة و السميد و ماورائيات ذلك… الماورائيات تجرنا الى منظومة كاملة.
“توة باش تعجز الحكومة بعمدها، بحرسها و بأمنها و صبابتها باش ماتشدهمش! بعد كم من مدة يحجزوا كمية هاوا طرناطة…!”.
و بعيدا عن عالم المقرونة و الطماطم و السميد و الفرينة، يقودنا النائب الى الادارة، نعم الادارة التونسية الموقرة و كواليسها “هاوا اتبين في العديد من الادارات، الي رغم العدد الحدود في هذه الايام، كل شيء ماشي. لو نضع اليوم pointeuse (الة لتحديد توقيت دخول و خروج الموظفين)، و ترون عدد الساعات الاضافية الي يخلصوا عليها الموظفون فستكتشفون انها ميزانية وزارة…”، حسب قول نبيل حجي.
و حول عدد الموظفين الذي يفوق الحاجيات، للنائب موقف، موقف صارم، يا اما.. يا إما. “اليوم خدمة باقل موظفين و كل شيء ماشي ما اتسكر شيئ، فهل من مراجعة لنصوص أكل عليها الدهر و شرب، يرجع تاريخها الى اكثر من 30 سنة و معمول بها الى اليوم، العالم راهو طار علينا…”.
امام محمد عبو حزمة بل كوم من الملفات، فمن أين سيبدأ و بماذا سيبدأ و أمامه ماكينة الفساد “الراكشة” في بعض خلايا من أركان الحكومة نفسها التي ينتمي لها الوزير صاحب مهمة محاربة الفساد، و التي تترصده بل بدأت في تنصيب منصاتها الإلكترونية و تهيئة الأجواء بتجميع ذبابها الأزرق و الاحمر و البين بين…لضربه بأي طريقة…
شارك رأيك