حمى الوطيس في الآونة الأخيرة بين شق حركة النهضة وحلفائها من الاسلاميين ومن بينهم ائتلاف الكرامة وعماد الدائمي و شق اليسار ومن بينهم قادة الإتحاد العام التونسي للشغل. الإتهامات خطيرة بل فظيعة و يجدر بالوكيل العام للجمهورية أن يفتح فيها تحقيقا جديا. فهي أخطر من قضية “سورة الكورونا” التي تقاضى فيها إمرأة اكتفت بإعادة نشر هذه السورة المحاكية لأسلوب القران على صفحتها بالفايسبوك.
عماد الدايمي هو أمين عام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية غير المأسوف على موته ورئيس سابق لديوان رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي (جانفي 2012- ديسمبر 2014) وهذا بفضل النهضة إثر فوزها في انتخابات أكتوبر 2011، و نائب بمجلس النواب (2014-2019) و مرشح ائتلاف الكرامة لرئاسة الحكومة في جانفي 2020 و قيادي في الحراك الذي اسسه المنصف المرزوقي ورئيس مرصد رقابة المختص في محاربة الفساد.
الدائمي الذي صار يرى الفساد والفاسدين في كل مكان ما انفك يقول انه “بالمرصاد الى كل وكر للفساد”.
و من آخر معاركه أنه رشق الخطوط التونسية (تونيسار) بنعوت شتى فردت عليه الشركة يوم 20 أفريل الفارط في بلاغ كذبت فيه كل ادعاءاته. فعاد عماد الدائمي ليصرح أمس على إذاعة IFM أن أمله قد خاب من أداء هيئة مكافحة الفساد ورئيسها شوقي الطبيب علما وأن هناك دعوات على صفحات التواصل الاجتماعي مطالبة بتعويضه بالدائمي.
هذا الأخير كرر كم من مرة أن شبكات دعارة من النقابيين تدير تونيسار من داخلها. الشيء الذي حز في نفس القيادي بالإتحاد العام للشغل سامي الطاهري الذي وقع اتهامه من طرف الاسلاميبن بان ابنه يشتغل بدون موجب في تونيسار في حين انه ليس له ولدا بل بنتين.
سامي الطاهري يحذر مما يحاك لخوصصة الناقلة الوطنية
هذا وقد رد الطاهري على عماد الدايمي في تدوينة فايسوكية نعيد نسرها في ما يلي :
“إتهام الخطوط التونسية بإدارة شبكات دعارة داخلها هو قنبلة وهو أمر جلل ومريع… على المستويات الشخصية للعاملين في الناقلة الوطنية جيلا بعد جيل، وللناقلة الوطنية ذاتها ولتونس في النهاية…
أين النياية العمومية؟ أين وزارة النقل؟ أين الإدارة العامة للمؤسسة؟ أين بنات وأبناء الغزالة؟
هذه التهمة إما أن تدمركم يا حراير وأحرار الغزالة عن بكرة أبيكم أو أن تدمر عصابة الخوصصة المتربصة بالخطوط التونسية وتسكتهم إلى الأبد…”
الدايمي : “لنا شهادات الاغلبية الصامتة من الشركة و تدعو لنا بالخير في رمضان”
وبما ان هذا الكلام موجه لعماد الدائمي و من ورائه فهذا الأخير ترصده بمرصده ورد عليه بتدوينة جديدة بالفايسبوك متهما الطاهري بقلب الحقائق… و في ما يلي نص التدوينة…
“الطاهري وخطاب التحريض والتعويم وقلب الحقائق…
صحيح أن الطاهري لم يذكر اسمي… لا أظنه يجرؤ بعد أن رددت عليه ذات مرة بما يليق بإساءته … ولكنه لمح لي في صرخة وجع كتبها بلسان يتألم ولا يتكلم …
يا قوم انه يسبكم وسيدمركم عن بكرة أبيكم ولذلك دمروه قبل أن يدمركم…
هذه كانت صرخة الطاهري، الذي يريد أن يوهم بأنه ثار لشرف الخطوط التونسية.
سأعيد كلامي جيدا لتسمعه مليا : هناك أشخاص فاسدون في الخطوط التونسية يحملون الصفة النقابية، والعمل النقابي الشريف منهم براء، يديرون شبكة دعارة لابتزاز مسؤولين والضغط عليهم… وحاشى شريفات وشرفاء الناقلة الوطنية وهم الاغلبية العظمى… الأغلبية التي كانت صامتة لأنها كانت مضطهدة من طرف تحالف الفساد بين قلة في الادارة وفي النقابة…
واليوم هذه الأغلبية لم تعد صامتة… تصلنا منها الشهادات والمعطيات… ويصلنا منه الدعم والمناصرة والدعاء بالخير كل ليلة من ليالي رمضان المكرم… لأنني بصدد إزاحة كابوس كبير دمر ماضي الشركة وحاضرها ويهدد مستقبلها… كابوس تحالف الفساد الذي يتحكم في الترقيات والمهام في الخارج والنقل والامتيازات…
شرفاء الخطوط التونسية أقرب الينا منكم… واذا انتفضوا يوما سينتفضون على تحالف الفساد وفيهم من يشوه اسم وشعارات منظمة حشاد… ويا ريت يتجرأ أحد افراد العصابة ويشتكي حتى يمكننا من فتح الجرح…
الى الطاهري، دعك من هذا الحديث ودعنا نعود الى الموضوع الرئيسي: متى تقومون بمراجعة انفسكم وتنقية منظمة حشاد التي هي مكسب لكل التونسيين من الفاسدين ومنظمي شبكات الدعارة… ومتى تنضبطون لقانون الجمهورية وتنهون حالات التفرغ العشوائية وتفتحون حساباتكم بكل شفافية لدافعي الضرائب الذين يمولون أنشطتكم…
هذه عناوين المحطة القادمة بعد استكمال المساهمة في تطهير الناقلة الوطنية من المفسدين ووضعها على سكة الانقاذ والإصلاح الممكن بعيدا على سيناريوهات التفليس والتفويت التي يخطط لها تحت الطاولة من يظهرون التصدي لها بالخطابات الرنانة وصرخات الألم متاع “دمروه انه سيدمركم”.
وان عدتم عدنا…”
شارك رأيك