يجب أن يعي المواطنون في تونس بضرورة تخفيف الضغط على المؤسسة العسكرية من خلال إظهار مزيد من الانضباط والتنظم الاجتماعي لكي لا تضطر المؤسسة العسكرية إلى تجنيد آلاف الجنود من أجل معاضدة مجهودات القوات الأمنية لفك مظاهر الشغب من غلق طرقات وخرق الحجر الصحي العام و تركز على مهامها الأصلية وبالخصوص على مقاومة الخطر الارهابي على الحدود الغربية والجنوبية.
بقلم فيروز الشاذلي
منذ بداية الأزمة الشاملة المنجرة عن إنتشار جائحة كورونا و دخول كامل البلاد في الحجر الصحي العام و الجيش الوطني التونسي إضافة للواجبات المنوطة بعهدته في حماية الحدود و المساهمة في التصدي لهذا الوباء، أعطى كذلك جهدا إضافيا للتصدي لتحركات العصابات الإرهابية بمرتفعات الشعانبي على الحدود الغربية لتونس مع الجزائر خاصة و قد زادت من وتيرة تنقلات هذه العصابات في هذه الفترة بالذات في محاولة لإستغلال الفرصة.
تعبئة غير مسبوقة لمجهودات مكافحة الإرهاب
هذه التعبئة كانت واضحة في الأيام القليلة السابقة من خلال انتشار كثيف لوحدات الجيش الوطني لإحكام الحصار حول البؤر الإرهابية بمرتفعات الجبال الغربية كجبال السلوم، مغيلة، سمامة والشعانبي، و استقدام مئات الآليات العسكرية الضاربة من دبابات ومدافع ثقيلة، إضافة لاستخدام الطيران الحربي بشكل مكثف، حيث شهدت عديد المناطق المشتبه بها قصفا عنيفا على مدى الأسابيع السابقة سواءا في الليل أو النهار، مع القيام بعمليات تمشيط نوعية تقوم بها أفراد النخبة العسكرية لدك جحور الإرهابيين الذين صوّرت لهم أنفسهم استغلال هذه الفترة من انشغال قوات الجيش الوطني بمعاضدة المجهودات المدنية للدولة في مكافحة جائحة وباء كورونا وما تتطلبه من انتشار لوجستي وميداني لأفراد المؤسسة العسكرية.
لكن ككل مرة تؤكد المؤسسة العسكرية حسن انضباطها وإلمامها بالخطر الإرهابي حيث ما إن بدأت هذه الشرذمة المسلحة في التحرك حتى انقضت عليها بواسل الجيش الوطني بكل ما أوتيت من إمكانيات برية وجوية.
وعي المواطن مطلوب لتخفيف الضغط على المؤسسة العسكرية
لا شك أننا جميعا نعي أننا في حرب حقيقية في مواجهة فيروسا كورونا لذلك يجب علينا أن نكون أكثر وعيا بضرورة تخفيف الضغط على المؤسسة العسكرية التي تخوض حربين في نفس الوقت، حربا ضد فيروس كورونا وحربا أخرى ضد المجموعات الإرهابية.
تخفيف الضغط على المؤسسة العسكرية يكون من خلال إظهار مزيد من الوعي والتنظم الاجتماعي لكي لا تضطر المؤسسة العسكرية إلى تجنيد آلاف الجنود من أجل معاضدة مجهودات القوات الأمنية لفك مظاهر الشغب من غلق طرقات وخرق الحجر الصحي العام، فمن خلال ذلك نساهم في جعل المؤسسة العسكرية تركز أكثر فأكثر على مقاومة الإرهاب وعلى حماية الحدود التونسية الجنوبية مع الجارة الليبية التي تشهد صراع شد وجذب بين الإخوة الأعداء.
شارك رأيك