يعلن بيت الشعر بتونس العاصمة عن اختتام الدورة العربية الاستثنائية لرمضانيات بيت الشعر وذلك يوم غد الثلاثاء 19 ماي 2020 تحت إشراف السيدة وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري التي ستكون حاضرة عبر تقنية البث المباشر في صفحات التواصل الاجتماعي.
ويجدر التذكير بأنّ بيت الشعر قد أقام هذه السنة دورة استثنائية باعتماد تقنية البث المباشر عبر الإنترنت وذلك سعيا منه لاستمراريّة تظاهراته المركزية وتمكين مُحبّيه وروّاده من متابعة هذه الأنشطة من 9 إلى 19 ماي 2020، فقد تمّ التنسيق مع 76 ضيفا شعراء وموسيقيين وإعلاميين، كما تمّت استضافة ثلة من الشعراء التونسيين المقيمين في المهجر، ونخبة من الشعراء العرب من تسع دول (الجزائر، المغرب، ليبيا، مصر، السودان، السعودية، الإمارات، عمان، الأردن) لتأثيث عشر سهرات شعريّة/ فنيّة، شملت كلّ الأشكال الشعرية “شعر كلاسيكي/شعر تفعيلة/قصيدة نثر..” وانفتحت كذلك على الشعر الغنائيّ المحكيّ بلهجات عربيّة مختلفة عبر تخصيص أمسية بعنوان “جذور” إيمانا منّا بأنّ الشعر كتاب الحياة.
وتندرج هذه التظاهرات ضمن تصوّر عامّ يمكن اختزاله في النقاط التالية:
-معاضدة الجهود الوطنية في المحافظة على صحّة المواطن وترسيخ الفعل الثقافيّ بوصفه ضرورةً كالغذاء والصحّة وليس مجرّد فعل ثانويّ يخفت في أوقات وينهض في أخرى، فالثقافة مأوى الذاكرة وأداة أساسيّة لبناء الذات وتحصينها من كلّ أشكال الانغلاق وليست مجرّد فعل ترفيهيّ حسب بعض التصوّرات الشائعة للأسف، وقديما سمّى أسلافنا العرب الشكل الذي يتكون من صدر وعجز “بيتا شعريًّا” لإيمانهم بأنّ البيت الذي تمحوه الطبيعة وصروف الزمن يعيد الشاعر بناءه عبر اللغة، وبأنّ الشعر مسكن الذاكرة ومأوى الكيان.
-الخروج بالنشاط الثقافيّ من الفضاء الكلاسيكي المغلق إلى الفضاء الافتراضي المفتوح وذلك بتوظيف التقنيات الحديثة الّتي تيسّر التواصل وتوسّع من القاعدة الجماهيريّة المستهدفة من كلّ نشاط، وبذلك لم يعد جمهور بيت الشعر مختَزلاً في الحضور من التونسيين وإنّما أصبح يشمل كل المهتمّين بالشعر من الجمهور العربيّ الواسع، وفي ذلك تعريف بالتجارب التونسية الرائدة، وتكريس للدور التأسيسي لبيت الشعر التونسي أوّل بيت شعر في الوطن العربيّ كما أراده له مؤسّسه الشاعر الراحل محمد الصغيّر أولاد أحمد.
-تفعيل الشراكات مع المؤسسات الثقافية في الوطن العربي من خلال استضافة “بيت الشعر المغربي” و”بيت الشعر الجزائري” و”اتحاد الكتاب التونسيين” و”اتحاد كتاب المغرب العربي”.
-التعريف بالأصوات الشعريّة الشابّة سواء من خلال تخصيص سهرة من الرمضانيات للمتوّجين بجائزة “منتدى بيت القصيد” التي يُسندها بيت الشعر التونسي إلى الأصوات الشعرية الجديدة، أو من خلال الحرص على التوازن في برمجة كلّ سهرة بوضع صوتٍ شعريٍّ شابّ جنبًا إلى جنبٍ مع الأسماء الشعرية العربيّة البارزة.
وقد حظي هذا البرنامج طوال ليالي الرمضانيات بمتابعة فوريّة جعلت العدد الجملي للمشاهدين المباشرين يتخطّى 28 ألف مشاهد، وهو عدد قابل للارتفاع، خاصّة بعد تنزيل هذه السهرات في قناة البيت الرسميّة على يوتيوب، في إطار العمل التوثيقي لها. كما وجد البرنامج صدى ملموسا من خلال المتابعة الصحفيّة الوطنية والعربية، لذلك فإنّ هذه الرمضانيّات تمثّل خطوة أولى ستعضدها خطوات أخرى لنقل كلّ أنشطة بيت الشعر التونسي إلى كلّ محبّي الشعر في الفضاء الافتراضي ومن ضمنها: تظاهرة “كلمات”، “منتدى بيت القصيد” وجوائزه، “تظاهرة مارس الشعر”، “المهرجان الصيفي للإبداع الشبابي: بحر/كلام”…
سيؤثث سهرة الإختتام غدا التي ستقدمها الإعلامية سونيا يونسي (قناة الحرّة) عازف العود خالد الخشين والفنان أيمن جلالل والشعراء الطاهر رياض من الأردن و من تونس منصف الوهايبي – محمد النجار (شاعر تونسي مقيم بفرنسا)
و سنية الفرجاني.
بلاغ.
شارك رأيك