تلقّى حزب قلب تونس باستغراب كبير واستياء شديد ما تعرض له من تهجّم مجاني متطاول من قبل السيّد عبد اللطيف المكي، وزير الصحة العمومية وذلك في لحظة فقدان لما يتطلبّه مقامه ودوره من اتزّان وتعقّل خلال ظهوره على قناة حنبعل بتاريخ الأحد 17 ماي 2020.
ولعلّ قيامه بحملة انتخابيّة حزبيّة غير معلنة لا تهمّ الشعب التونسي اتخذت من النيل من حزب قلب تونس ورموزه أحد مرتكزاتها يجعلنا ندعوه إلى التحلّي بقدر من ضبط النفس بما يجنّبه الدخول في هكذا متاهات وضع البلاد في غنى عنها.
وعوض أن ينشغل السيّد وزير الصحّة بإطلاق سهامه من هنا وهناك بما لا يفيد أحدا كان أحرى به أن ينكبّ على إصلاح قطاعه المنكوب ويعمل على النهوض
بمستشفياتنا العموميّة التي لازالت تفتقر لأبسط الخدمات وبمواطنينا من المرضى الذين لا يجدون فيها الحدّ الأدنى من العناية والعلاج اللاّزمين وأن لا يسارع بإقالة المدير العام للصحّة الأساسيّة المشهود له بالكفاءة وحسن التبليغ ليعوّضه في أوج جائحة الكورونا بأحد المقربين من صفّه وأن لا يُغادر وزارته وشغله في هذا الظرف الدقيق ليتصدّر يوميا طوال الوقت مختلف منابر وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. هذا فضلا عن التظاهر بتوزيع الكمامات في الشوارع أمام عدسات المصورين المدعوين للغرض موهما بوفرة هذا الواقي رغم ما تشكوه البلاد من نقص فادح فيه نتيجة عجزه عن التوقع والتدبّر المسبق لتغطية حاجيات البلاد الملحّة وإضافة إلى تقاعسه في توفير العدد الضروري من التحاليل للكشف عن المصابين بوباء الكورونا على أوسع نطاق.
وحريّ بالسيّد عبد اللطيف المكيّ أيضا أن لا يمضي وقته في التجوّل من وسيلة إعلام إلى أخرى للتبجّح بالسيطرة على الجائحة تلميعا لصورته ناسبا هذا النجاح لشخصه بينما يرجع النجاح حقيقة وبالأساس إلى العمل البطولي للإطار الطبي وشبه الطبي وانضباط الشعب التونسي. وأخيرا وليس آخرا إذا كان هنالك طريق أسلم يتعيّن عليه إتّباعه للنأي بنفسه عن حلبة المعارك غير المجدية والمناورات السياسويّة فقد يكون من الأفضل أن يقلع السيّد وزير الصحّة عن نرجسيته وتحرّكاته الشعوبيّة ويبتعد ولو قليلا عن أضواء وسائل الإعلام وضجيجها ليتفرّغ جدّيا لأداء مهامه الوزارية في خدمة البلاد والعباد.
المكتب الإعلامي لحزب قلب تونس
شارك رأيك