طبقة سياسية كاملة أتعبتنا بالهرج و المرج فحقّ عليها الرّحيل. حان وقت ظهور جيل سياسي جديد لم يتلوّث بالشّعارات الجوفاء وبالأطماع التي لا تُطاولها سماء، ولا داعي للخوف على تونس من “إخوانها” فتونس تعرف جيّدا كيف تحمي نفسها بنفسها… وهذا، لو يعلمون، مكتوب منذ الأزل في خريطة جيناتها.
بقلم كريمة مكي *
يقولون أنهم اتّفقوا أخيرا… و اجتمعوا، كُتَلٌ و أحزاب شَتَّى، على كلمة واحدة…. وهي مُساءلة الغنّوشي في البرلمان! أحقّا…! أخيرا… و لكن كيف! و من أجل ماذا و من أجل من؟؟؟ لا يهمّ. أبدا لا يهمّ. المهم أنهم تجمّعوا و توحّدوا! وكذلك تقف الأحزاب الوطنيّة لوطنها في الشّدائد و المحن.
انتظروا، إذن، لِتَرَوْا إن كانوا سيذهبون بعيدا في ارتداء هذا الجلباب الجديد للوطنية!! أم أنهم سينزعونه عند أول محطة سياسيّة للّحاق بقطار أطماعهم الدَنِيَّة.
وفي الانتظار… سَيَخرج الغنّوشي من المساءلة كما “الشّعرة من العجين” و لن يمسّوا بشعرة واحدة من رأسه، ليس لدهائه وهو محسوم بل للضّعف الفادح لمنافسيه ولتخابثهم المشين وتشتّتهم و تفرّقهم الذي ليس له مثيل.
هؤلاء وكلّ الذين، من يوم الثورة وهم لا يتكلّمون إلاّ باسم الخوف على تونس الحداثة و حريّة المرأة و الإرث البورقيبي وما إلى ذلك من كلمات الحق التي يريدون بها باطلا، آن لهم أن يستعدّوا للرّحيل…
واجبٌ عليهم، اليوم، أن يرحلوا عن خارطة السّياسة في تونس، و بلا رجعة، فقد أثبتوا على مدى عشر سنين ضعفهم و لغوهم ولهوهم وفشلهم المهين و لم نرى منهم أعمالا يمكن أن تُطمئن القلب أو حتّى تسرّ العين.
طبقة سياسية كاملة أتعبتنا بالهرج و المرج فحقّ عليها الرّحيل.
حان وقت ظهور جيل سياسي جديد لم يتلوّث بالشّعارات الجوفاء و بالأطماع التي لا تُطاولها سماء، و لا داعي للخوف على تونس من “إخوانها” فتونس تعرف جيّدا كيف تحمي نفسها بنفسها… وهذا، لو يعلمون، مكتوب منذ الأزل في خريطة جيناتها.
تونس وُجدت لتكون مفتوحة على العالم و لتظلّ منفتحة على كل الدّنيا بكلّ أطيافها وبكلّ ألوانها وأشكالها… و ليست جماعة الإخوان و مَن يقفون خلفها من سيُغيّرون اليوم من تركيبتها أو طباعها.
اطمئنّوا، يا من تخافون على تونس من النهضة و أبنائها. فقط تثبّتوا ولا تصطفّوا مجدّدا، عن جهل أو تجاهل، خلف من لا تطمئنّ له قلوبكم أو من وقفتم مِرارا على زيف وعودهم و صدق خداعهم!
أمّا أبناء النهضة فلا خوف منهم… على تونس. هم منها و إليها… هي أمّهم وهم أبناؤها، بعد قليل… ستنتهي الدّمغجة التي تعرّضوا لها. وبعد قليل… يعودون إلى رُشدهم و يرجعوا، إلى بيت أمّهم، نادمين.
نحن جميعنا إخوة … إلاّ الخائنين. نحن أبناء أمّ واحدة… نحن أبناء هذا الوطن…
* كاتبة و مدونة تونسية.
شارك رأيك