إندلعت أمس الثلاثاء موجة جديدة من إحتجاجات طالبي الشغل في بمعتمديتي المتلوي والمظيلة من ولاية قفصة وتسبّبت في شلل تامّ لنشاط قطاع الفسفاط بهاتين المنطقتين اللّتين تُعدّان من أبرز مراكز استخراج وإنتاج مادّة الفسفاط بالجهة .
وأكّد مصدر بشركة فسفاط قفصة اليوم الاربعاء لوكالة تونس إفريقيا للانباء أنّ كلّ أنشطة قطاع الفسفاط الفنّية منها والادارية متوقّفة تماما بكلّ من المتلوي والمظيلة منذ نهار أمس بما في ذلك عمليّات استخراج وإنتاج الفسفاط ووسقه نحو الحرفاء , بسبب اعتصامات تنفذها مجموعات من الشباب بأغلب منشآت وإدارات هذه الشركة.
ويطالب المعتصمون وهم مجموعات من طالبي الشغل من بينهم حاملو شهائد جامعية، الحكومة الحالية بالايفاء بإلتزامات سبق أن تعهّدت بها حكومات سابقة تجاه طالبي الشغل بجهة قفصة، وتتمثّل هذه التعهّدات المعلن عنها في سنة 2018 بالخصوص في إجراء مناظرة لقبول 2000 منتفع لتكوينهم لمدّة سنتين بغية انتدابهم مستقبلا في شركة فسفاط قفصة، وأجراء مناظرة لانتداب نحو 570 عون تنفيذ للعمل بمختلف أقاليم الشركة.
كما يطالب المعتصمون كذلك وحسب الشاب عمر الجديدي وهو أحد المعتصمين بمصلحة النقل التابعة للشركة التونسية لنقل المواد المنجمية بالمتلوي بالإسراع بالاعلان عن نتائج مناظرة للتشغيل بشركات البيئة، وأضاف الجديدي أنّ تعليق هذه الاعتصامات هو رهين ما ستتقدّم به الحكومة من مقترحات وحلول لتلبية مطالب المعتصمين.
وحسب شهود عيان محلّيين بكل من المتلوي والمظيلة، تعتصم منذ أمس الثلاثاء مجموعات من المحتجّين بوحدات إنتاج الفسفاط وبمنجم كاف الدّور وبمنجم كاف الشفائر وبمستودعات حافلات نقل العمّال وكذلك بمحطّات ضخّ المياه الصناعية التابعة لشركة فسفاط قفصة وبإدارات تابعة لها وتقريبا بكلّ منشآت شركة فسفاط قفصة بهاتين المعتمديتين.
وحسب مصادر بشركة فسفاط قفصة فإن تعطيل نشاط شركة فسفاط قفصة بكل من المتلوي والمظيلة يعني شللا في نسبة تقارب 70 بالمائة من النشاط الكلّي لهذه الشركة بمعتمديات الحوض المنجمي وهي المتلوي والرديف والمظيلة وأم العرائس .
كما انجرّ عن تعطيل أنشطة الشركة بكل من المتلوي والمظيلة توقّف تامّ لعمليّة وسق الفسفاط التجاري نحو حرفاء شركة فسفاط قفصة وهم بالخصوص المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية للاسمدة ، باعتبار أن حركة وسق الفسفاط في السنوات القليلة الماضية تتمّ فقط من مغاسل المتلوي والمظيلة من ناحية ، وأنّ الشركة وإن كان نشاطها في استخراج وإنتاج الفسفاط بالرديف وام العرائس لم يتوقّف هذه الايّام فإنّ عمليّة شحنه معطّلة تمام منذ فترة طويلة بالرغم من توفّر مخزون هامّ من هذه المادّة بها ، من ناحية أخرى.
ولفت مصدر بهذه الشركة إلى أنه من الطبيعي أن تكون لهذه الموجة الجديدة من الاعتصامات تداعيات سلبية على وضعية شركة فسفاط قفصة التي تعاني أصلا من ” أزمة مالية حادّة ” قائلا ” إن تعطيل إنتاج ووسق الفسفاط سوف يعمّق من أزمة قطاعي الفسفاط والاسمدة ويعرقل محاولات إنقاذهما وجهود تعافيهما”.
وكالة تونس إفريقيا للانباء
شارك رأيك