رغم التطبيق الصارم للحجر الصحي والإجراءات الاستثنائية والجريئة المتخذة لفائدة الموظفين، تفاجأ اليوم، الأربعاء 27 ماي 2020، رجال ونساء التربية بجهة بن عروس بمشهد يشمئز منه كل مربي حريص على الحفاظ على الحد الادنى من كرامته، حيث منعهم أعوان وموظفي المندوبية الجهوية للتربية من الدخول وأغلقوا الأبواب في وجوهم وطلبوا منهم مخاطبتهم من خلال نافذة صغيرة.
بقلم نجاة الزموري
تجمهر المربون أمام النافذة و تدافعوا نحو الشباك الخارجي لبسط حاجياتهم للحاجب على مسمع من الجميع دون أي احترام للخصوصيات او للمعطيات الشخصية.
الازدحام و الاكتظاظ كان لافتا خاصة وانه تزامن مع عودة المربين للعمل اليوم وفيهم حتى من الوافدين من مختلف الولايات الاخرى .أتوا جميعا لاستخراج وثائق إدارية أو للاستفسار عن مآل مطالب كانوا قد أودعوها منذ أشهر ولم يتلقوا ردا وفيهم حتى من أتى ليستفسر عن سبب عدم تنزيل جرايته رغم الأحكام الاستثنائية والظرفية بخصوص تعليق العمل ببعض أحكام مجلة الشغل.
و رغم محاولة المربين لشرح أسباب رغبتهم بشكل ودي في مقابلة الإداريين إلا انهم قوبلوا بعبارات استفزازية وسخرية وإهانة و صراخ من طرف الحجاب الذين دفعوهم دفعا نحو الخارج في محاولة لمنعهم من الدخول.
رغم الإصلاحات الأخيرة التي أدخلتها مختلف الوزارات على المصالح ذات العلاقة المباشرة بالمواطن، لا يزال المربي بجهة بن عروس يواجه صعوبات في استخراج الوثائق أو الحصول على خدمة مما يكشف عن افتقاد ثقافة الخدمة العمومية واستبطان صورة مذلة للمربي الذي جاء ليتسول خدمة او لازعاج راحة الإداري.
* عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
شارك رأيك