في تدوينة نشرها اليوم الأربعاء 17 جوان 2020 على صفحته الفيسبوك يرى النائب السابق والطبيب المختص في أمراض القلب والشرايين الصحبي بن فرج أن الاحتياط واجب في مواجهة مرض الكورونا لكن “رعب الأشهر الأولى فلم يعد مبررا ولا محتملا”. و في ما يلي نص التدوينة…
في جانفي-فيفري، كان الكورونا مرضا غامضا، ومجهولا، سريع الانتشار، وقاتلا، لذلك كان التعامل معه بأقصى درجات الإحتياط (الاستنفار الصحي الشامل، الحجر الصحي العام، الغلق الكامل للحدود).
اليوم، وبعد قرابة الستة أشهر من التعامل مع الفيروس، وبعد 8 ملايين إصابة و430 الف حالة وفاة ومراكمة الخبرة لدى مئات الفرق الطبية حول العالم، أصبح الفيروس والمرض بمثابة الكتاب المفتوح، ربما تقتصر معرفتنا على بعض فصول الكتاب ولكن المعرفة العلمية تتطور من يوم الى آخر وفصول الكتاب تُكشف لنا يوما بعد يوم : آليات تشخيص المرض، علاماته السريرية، أعراضه البيولوجية، طرق العدوى وكيفية منعها، الأدوية الممكنة استعمالها قبل التعكر( مضادات الفيروس، المضادات الحيوية…)، ميكانيزمات التعكرات، الأدوية اللازمة خلال تأزم الحالة (مضادات التخثر)، تقنيات الإنعاش…
اخر الاكتشافات السعيدة، الديكسوميتازون (Dexaméthasone)، دواء قديم ورخيص ومتوفر وواسع الاستعمال في العديد من الأمراض (ينتمي الى عائلة ال corticoïdes).
استعمال هذا الدواء لدى مرضى الكوفيد المقيمين في الإنعاش يخفض الوفايات بنسبة الثلث إلى الخمس (من 33 الى 20٪ انخفاض لنسبة الوفيات في أقسام الانعاش) حسب ما ورد في الدراسة البريطانية الكبيرة ريكوفري Recovery.
قريبا، الكورونا ستصبح قريبا مرضا عاديا يداوى بأدوية عادية معروفة ونتعايش معه كما نتعايش مع غيره من الأمراض.
لذلك لا داعي للرعب الذي نشاهده اليوم، الحذر والاحتياط واجبين أما رعب الأشهر الأولى فلم يعد مبررا ولا محتملا.
شارك رأيك