الرئيسية » التونسي المقيم بالخارج ليس مواطنا من الدرجة الثانية

التونسي المقيم بالخارج ليس مواطنا من الدرجة الثانية

بعض ردود الفعل الغريبة المطالبة بعدم فتح الحدود أمام التونسيين العائدين من مقر إقاماتهم في الخارج لقضاء العطلة الصيفية بين ذويهم و ذلك توقيا من إمكانية العدوى بفيروس الكورونا فيها كثير من الأنانية وانعدام الوطنية والتنكر لهؤلاء المواطنين الذين لا يقل عطاؤهم لتونس عن عطاء مواطنيهم في الداخل.

بقلم عبد الرزاق بن خليفة *

حملة غلق الحدود في وجه التونسيين قمة في الأنانية و التطرف… سبقته نعرات أخرى حول التونسيين مزدوجي الجنسية. كما لو أن التونسي المقيم في الخارج مواطن من الدرجة الثانية وهو الذي شهد محافظ البنك المركزي في حقه بأنه المصدر الأول العملة الصعبة قبل السياحة… ولا يزيحه عن هذه المرتبة المشرفة سوى التداين الأجنبي البغيض…

العملة الصعبة التي يوردها التونسي المقيم بالخارج إلى أرض الوطن هي التي نورد بفضلها الأدوية والتلاقيح التي تبقي أنفاسنا و مستلزمات وسائل النقل التي نتنقل بها و غيرها من التجهيزات والمواد الضرورية لحياتنا…

هؤلاء لا يعلمون أن آلاف المواطنين التونسيين بالخارج ممنوعين من الانتفاع المجاني من الخدمة الصحية وأن آلاف منهم عالقين وانتهت تأشيرات سفرهم… وأن الآلاف منهم أيضا لهم مصالح حيوية واستثمارات في تونس…

عندما تحدثت سابقا عن انحراف يميني متطرف يشق المجتمع عبر كره الاجنبي xénophobie كنت متفائلا أكثر من اللازم… فلقد بلغ الأمر إلى كره التونسي غير المقيم…

على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها تجاه جميع رعاياها على قدر المساواة في الحقوق والواجبات…

ولا توجد دولة واحدة لحد الآن رفضت رعاياها بسبب المرض… بل جميعها فتحت الحدود لعودة رعاياها المرضى…

* ناشط تونسي بالخارج.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.