على اثر اتهام النائب عن التيار الديمقراطي سامية عبو زميلتها عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر بأنها قامت بضرب عميد المحامين عبد الستار بن موسى و تدخل هذا الأخير على المباشر في برنامج مع الناس مساء أمس الثلاثاء 16 جوان 2020 على الوطنية ليفند ما قيل، تأججت صفحات التواصل الاجتماعي، هذا يؤكد و هذا ينفي، و من حانبه، رأى الأستاذ فتحي الجموسي ان يدلي بشهادته… للتاريخ، خاصة أنه كان شاهدا من بداية الجلسة الى نهايتها، خاصة أنه لم يكن في صراعات سياسية أو سياسيوية.
ننشر شهادة الأستاذ الجموسي كما رواها اليوم الأربعاء 17 جوان عبر تدوينة فايسبوكية:
“ليس إنتصارا لعبير موسي ولا تحاملا على سامية عبو (علما واني لم انتمي يوما للتجمع) لكن شهادة للتاريخ عن واقعة كنت حاضرا فيها شخصيا، هته الشهادة قد لا تروق للبعض ممن يشيطن عبير أو لمن يؤله سامية أو لمن لا يفرق بين قداسة الأحداث ووالوقائع التاريخية الثابتة والموضوعية وبين المواقف الايديولوجية والسياسية المتغيرة والشخصية ويحاول تشويه التاريخ لتوظيفه في مآرب سياسية، فالحق يعلو ولا يعلا عليه بقطع النظر عما اذا كان في صف صديقنا أو في صف خصمنا.
كنت حاضرا بالجلسة العامة التي انعقدت (بإحدى نزل جهة قمرت على ما أذكر) ولم أشاهد أي إعتداء جسدي على عميد المحامين، كانت جلسة حامية لا أكثر ولا أقل بين التجمعيين وأولهم الاستاذ الحبيب عاشور وثانيهما عبير موسي وبين اليساريين وبالأخص المرحوم فوزي بن مراد والعياشي الهمامي علما و ان العميد في تلك الحقبة هو الاستاذ عبد الستار بن موسى الذي ينتمي أيضا للعائلة اليسارية ونفى جملة وتفصيلا تصريحات سامية عبو.
كان التشنج من كل الاطراف السياسية بدون منازع، وكعادة كل الجلسات العامة للمحامين بدون إستثناء كان كل طرف يسعى لتمرير مواقفه ورغباته سواء الهيكلية أو الانتخابية على الطرف المنافس عن طريق الإستحواذ على الكلمة و إقصاء الآخر منها، الكل بدون استثناء سواء يساريين أو اسلاميين أو تجمعيين أو قوميين أو غيرهم.
كانت المحاماة بإمتياز هي أفضل هيكل أو مؤسسة ديمقراطية في تونس لكن لم يكن أحد من أطرافها المتنازعين ديمقراطي فالكل يحاول الهيمنة عليها لوحده وتوظيفها لمصالحه لكن لإستحالة ذلك كانت تعقد الصفقات و التحالفات بين الكل ضد الكل وخصوصا زمن الانتخابات فقد شهدنا تحالفات غريبة وهجينة بين اليساريين والاسلاميين ضد التجمعيين أو القوميين وشهدنا ايضا تحالفات بين الاسلاميين و التجمعيين كان تبرم بالخصوص بين نورالدين البحيري الملقب بمعاوية و خلية المحامين التجمعيين ضد اليسار و القوميين إلخ….
كان مشهد المحاماة يشبه كثيرا مشهد مجلس النواب اليوم، قبة ديمقراطية يتنازع داخلها أطراف غير ديمقراطيين فتعقد داخلها كل الصفقات و التحالفات الغريبة و العجيبة.
أما إدعاء سامية عبو وهي التي لم تكن محامية في ذلك الوقت من كون عبير موسي إعتدت جسديا وبالعنف على العميد فهي كذب وافتراء وحتى مسألة إفتكاك المصدح منه فهو أمر إعتيادي كان يتكرر من كل الأطراف سواء مع العمادة أو الفروع الجهوية ولم يكن امرا غريبا على المحامين في هيكلهم الديمقراطي.
لكن ما يجزم به كل المحامين بدون إستثناء أنه طوال تاريخ مهنة المحاماة لم يتعرض اي عميد أو رئيس فرع جهوي كان لأي إعتداء جسدي من طرف أحد المحامين فلهته المهنة قداستها ولهياكلها مهما كانت إنتماءاتهم هيبتهم المصونة”.
شارك رأيك