عندما تم تعيين “رضا الباهي” مديرا عاما لأيام قرطاج السينمائية، كان مسكونا بهاجس تكريم أحد رموز الثقافة التونسية “الشاذلي القليبي” الذي سئل ذات مرة عن نيته في كتابة مذكراته فقال “لا أعتزم كتابة مذكرات، لأني أعتقد أن الذاكرة خائنة في أغلب الأحيان”.
ذاكرة “رضا الباهي” لم تكن خائنة، فهو من جيل يشكر فضل “الشاذلي القليبي” ويعترف له بالجميل، لذلك استبدت به فكرة تكريمه لحظة تعيينه وشرع في إعداد ما يليق به
لكن للموت سلطته وكلمته الأخيرة، إذ رحل “الشاذلي القليبي” ذات فجر 13 ماي 2020، أشهرا قبل انعقاد الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية، ولكن التكريم لم يقبر مع رحيله، إذ يسند المهرجان تانيتا خاصا للشاذلي القليبي في احتفالية ستنتظم ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية 2020 تقديرا واعترافا بكل ما قدمه للثقافة التونسية والعربية فهو من ناضل من أجل تأسيس الفكر الحر، وهو من دافع عن المبدعين وإنتاجاتهم.
هو مؤسس وزارة الشؤون الثقافية وأحد مؤسسي أيام قرطاج السينمائية، وهو من آمن بقيم الحق والحرية على مدى مسيرته السياسية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وفي غيرها
حاول أن يفيد بلاده عملا بنصيحة أستاذه “محمود المسعدي” الذي كتب له رسالة يقول له فيها “بلغني أنك تتجه إلى الدراسات الطبية، إن كنت تظن أنه المنهج الذي يمكنك أن تفيد به بلادك فأنت مخطئ”.
لم يفكر “الشاذلي القليبي” كثيرا، صوّب وجهته من الطب نحو اللغة والآداب العربية بجماعة السربون فربحته الثقافة التونسية والعربية التي منحها الكثير فكان لا بد من رد القليل من الجميل عبر تكريمه في الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية
شارك رأيك