نظّم منتدى الفكر التنويري التونسي ندوة فكرية لتكريم الناقد الطلائعي محمد صالح بن عمر و ذلك يوم السبت 20 جوان 2020 انطلاقا من العاشرة صباحا بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة.
تمت الندوة تحت اشراف السيدة شيراز العتيري، وزيرة الشؤون الثقافية وبحضور السيد يوسف الاشخم مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وعدد الفنانين والادباء والمثقفين.
“اسمحوا لي باسمكم جميعا ان نرحب بأستاذنا الناقد الكبير الدكتور محمد صالح بن عمر وأن نقول له عفوا إن تأخرنا في تكريمك وأنت الذي كرمت مختلف الأجيال وكتبت وآزرت وساندت جهود المبتدئين من الكتّاب وأخدت بأيديهم حتى أصبحوا أسماء لامعة في دنيا الادب والكتابة”… بهذه الكلمات افتتح الأستاذ محمد المي المنسق العام للندوة الفكرية اللقاء الذي خصص للاحتفاء وتكريم الناقد الطلائعي الكبير محمد صالح بن عمر.
وأشاد المي خلال كلمة الافتتاح بالدور الهام الذي لعبته المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات الثقافية والفنية في استئناف أنشطة المنتدى الفكري التنويري التونسي رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي مرّ بها العالم وحرصها على توفير كل الظروف المادية والمعنوية خاصة في كسب رهان طبع النسخة السابعة لسلسلة أعلام الثقافة التونسية الذي يوثق كل مداخلات الندوة الخاصة بتكريم الناقد محمد صالح بن عمر تحت شعار “وردة وكتاب” لكل مبدع وفنان كرّس حياته في خدمة الادب والفن والثقافة ورفع راية الوطن في كل المحافل الأدبية والعالمية.
وأكدّ الأستاذ محمد المي أن الهدف الأساسي من المنتدى التنويري التونسي الذي انطلقت أعماله منذ سنة 2017 هو إحياء وتخليد ذكرى أعلام الثقافة والأدب في تونس مجددا شكره للسيد يوسف الاشخم مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية على الدعم والتشجيع المتواصل حتى انه كان من المساهمين في إصلاح الأخطاء اللغوية قبل نشر الكتاب وفق تعبيره.
“هذا ليس تكريم، بل مقامكم ارفع من هذا ونحن من جانبنا اردنا الاحتفاء بكم بهذه اللفتة الكريمة منكم فشكرا على هذا اللقاء ” هكذا رحبّ السيد يوسف الاشخم بضيف شرف الندوة الفكرية الناقد الكبير محمد صالح بن عمر مثمنا مجهودات السيد محمد المي في احياء الذاكرة الأدبية التونسية من خلال هذه الندوات مشيرا ان الدافع الرئيسي لمواصلة العمل على هذه المبادرات هو الأثر الذي سيبقى لتكريم مبدعي تونس و توثيق اثارهم الفنية ولا تندثر مع مرور الزمن معربا عن دعم المؤسسة اللامشروط لمثل هذه المبادرات.
“ليس من السهل على ناقد تعود طيلة اكثر من ربع قرن عن الحديث عن غيره ان يتحدث عن نفسه، لذلك لا يسعني الا التعبير عن سعادتي بهذه اللفتة الكريمة التي حبتني بها وزارة الشؤون الثقافية بعد مرور ثلاثة وخمسين عاما على انطلاق تجربتي النقدية التي بدأت سنة 1967” بتأثر كبير ووسط تصفيق الحاضرين في القاعة هكذا عبّر الناقد الكبير محمد صالح بن عمر عن امتنانه وسعادته بهذا التكريم مؤكدا على مواصلة دعمه لكل الفاعلين في القطاع الادبي والفني.
افتتاح الندوة كان بمعرض وثائقي لخّص السيرة الذاتية والأدبية للناقد محمد صالح بن عمر استعرضت مجمل اعماله في النقد والسرد والادب التونسي قبل ان تنطلق اشغال المنتدى بالجلسة الفكرية الأولى التي تراسها الأستاذ يوسف عبد العاطي الذي تحدث عن سيرة الناقد الطلائعي محمد صالح بن عمر الذي قدم طيلة مسيرته اكثر من 220 محاضرة في كامل تراب الجمهورية وهو المتحصل على جائزة الادب والفنون سنة 2010 كما احدث سنة 2014 سلسلة من الكتب جمعت وجوه شعرية من العالم قبل ان ينشئ سنة 2015 مجلة الكترونية نشر فيها ل 800 كاتبا وشاعرا عالميا كما كان اول من خصص ندوة فكرية للحديث عن الشاعر الراحل عبد الله القاسمي سنة 2018.
المداخلة الأولى كانت بعنوان محمد صالح بن عمر رفيق درب أيام الطليعة أمنّها الأستاذ احمد حاذق العرف الذي عدّد خصال صديقه ورفيق دربه أيام الحركة الأدبية الطلائعية محمد صالح بن عمر واصفا إياه بالهادئ، المنصت، معتدل المزاج والحريص على الإيفاء بوعوده والتزاماته تجاه الاخرين مهما كانت الصعوبات والعراقيل وهي الصورة التي ترسخت لديه خلال تلك المعاشرة في تلك السنوات الصاخبة رغم حدة الصراعات التي تخاض آنذاك وفق تعبيره
اما الأستاذ مصطفى الكيلاني فقد تحدث في المداخلة الثانية عن محمد صالح بن عمر ناقد الطليعة الأدبية في تونس والذي اعتبره رمزا من رموز الحركة الثقافية في تونس والتي اقتصرت مداخلته على طرح الأسئلة آملا في الحصول على الإجابة من ضيف المنتدى بن عمر.
“هنيئا لك وتستحق هذا واكثر” بهذه العبارات بدأ الأستاذ عمر حفيظ مداخلته عن أسس ومقومات بنية المقال النقدي عند محمد صالح بن عمر الذي كتب 33 كتابا في الادب التونسي مؤكدا ان هذا المنجز النقدي يحتاج الى جهد جماعي لتأمله والوقوف على تفاصيله.
وفي نهاية الجلسة الفكرية الأولى تحدث الأستاذ محمد الصالح البوعمراني عن بن عمر وشعر شعراء التسعينات ليبين الدور الذي قام به محمد صالح بن عمر في التعريف بشعراء التسعينات والتقاط اهم سمات شعرية نصوصهم.
اما الجلسة الفكرية الثانية فكانت برئاسة الأستاذ عز الدين المدني والتي اثثها كل من الأساتذة أحمد ممّو، مصطفى المدائني، منوبية بن غذاهم وشادية الطرابلسي للحديث عن محمد صالح بن عملا الناقد للسرد التونسي، القارئ لادب أبو القاسم الشابي، المنهج الاحصائي والمترجم للشعر التونسي .
شارك رأيك