صدمني حقّا الريبورتاج الذي بثّه برنامج وحش الشاشة ليلة الأحد 28 جوان 2020 حول قصر سقانص بالمنستير الذي كان يقضّي فيه الزعيم الحبيب بورقيبة عطلته الصيفيّة والذي تحوّل الى خراب وبناءات مهملة وقذرة يرتادها المنحرفون والسكارى.
بقلم الأستاذ سمير عبدالله *
هذه جريمة في حق ذاكرتنا الوطنيّة … وهي جريمة مقصودة وممنهجة … ابتدأت بتشويه تاريخ الحركة الوطنية والاستقلال ورجال الدولة الوطنية الى درجة نعت الزعيم ب “العميل”… وعند وفاته رفضوا حتّى الترحّم عليه…
قصر سقانس ليس بالقصر الفخم … وحتّى قصر قرطاج مقر رئاسة الجمهورية ليس بفخامة القصور الملكيّة في المغرب أو في بلدان الخليج أو فرنسا…
بورقيبة في قائم حياته لم يملك حتّى مجرّد شقة صغيرة والقصور الرئاسية هي قصور الدولة… وحتّى مقر الاقامة الربيعي بمرناق كان ملكا لزوجته وسيلة ثمّ انتزعه وألحقه بأملاك الدّولة… وحوّل مقر إقامته برقادة الى متحف وعزل ابنه بورقيبة جونيور من الحكومة لأنّه بنى مسكنا بواسطة قرض…
الآن وباستثناء قصر قرطاج… قصور الجمهورية تحوّلت الى خراب والمقر الصيفي للرئيس بالحمامات أصبح وكرا للثعابين لولا إنقاذه من طرف الراحل الباجي قايد السبسي…
ذلك هوّ الحقد الدفين على ذاكرتنا الوطنية … هكذا أرادوا أن كل التاريخ السابق ل 14 جانفي هوّ تاريخ الخراب … الى أن حل الخراب الشامل على كل الأصعدة واصبحت نسب النمو لسنة 2010 (ولم تكن أفضل السنوات) حلما بعيد المنال…
* محامي و سفير سابق في لبنان.
شارك رأيك