أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال حوار أجرته معه قناة فرانس 24 الناطقة بالفرنسية أمس السبت 4 جويلية 2020 بأن حكومة الوفاق الليبية لم تعد تمثل الشعب الليبي و ليست بالحكومة الشرعية و قد تجاوزتها الأحداث و على الليبيين تشكيل مجلس رئاسي جديد يمثل كل المناطق للخوض انتخابات رئاسية و اختيار من يحكم البلاد مستقبلا تفاديا للنموذج الصومالي الذي يعد له الان.
و أضاف رئيس الجزائر بأن “الخطر اليوم هو وجود النموذج السوري في ليبيا بنفس الفاعلين، و قد تحلت القبائل الى حد الآن بالحكمة، على عكس المرتزقة و على عكس ما يعتقده الكثيرون، و إن طفح الكيل، فستدافع هذه القبائل عن نفسها، وهذا ينذر بنقلة الأوضاع من النموذج السوري الى النموذج الصومالي، و ستسعى حينئذ البلدان المتورطة في الصراع الليبي لتنظيف أراضيها بالتسريع بارسال إرهابييها الى ليبيا” في إشارة واضحة إلى تركيا التي نقلت بالطائرة عددا كبيرا من المقااتلين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا على الحدود الجزائرية والتونسية.
و يضيف تبون بقوله انه لم يفقد بعد الأمل و انه على اتصال دوري مع كل الأطراف الليبية مؤكدا أن “الجزائر لم و لن تنخرط مع مجموعة ضد الأخرى” و ان موقف بلاده “قريب من الموقف الإيطالي و الفرنسي” وأن “الحرب ليست الحل و الحل ليس بالكر و الفر بين الجيوش”.
قال تبون: “تناقشت مع ماكرون في الأمر في برلين و دعوت للعودة الى القاعدة الليبية لإعادة بناء الدولة على أسس الشرعية الشعبية، وما نراه اليوم في ليبيا هو النموذج السوري”. كما حذر من أن تتحول ليبيا إلى ملاذ للإرهابيين وأن ترسل أطراف متورطة في الصراع الليبي “إرهابييها إلى هناك”، مشيراً في السياق إلى الجرائم التي ارتكبها المرتزقة ضد المدنيين في ليبيا و قد جاءت بهم تركيا إلى البلد لمساندة المنظمات الاسلامية المسلحة هناك.
هذا ونفى الرئيس تبون مرة أخرى أن تكون الجزائر قد قدمت مبادرة لحل الأزمة الليبية، مشيرا أن بلاده كانت قد “تعهدت بعدم تقديم مبادرة تشوش على مبادرة برلين و لكن تبقى الجزائر على أتم الإستعداد لاستضافة جلسات الحوار والمفاوضات بين الفرقاء الليبيين”.
شارك رأيك