نادرا ما نرى النائب السابق صحبي بن فرج في حالة شبه إحباط و اليوم يبدو أن الأمر اخطر مما يتصوره العقل ليتوجه بهذه الرسالة الى رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ و يقول له ما لزم قوله حفظا على مصالح الدولة بالأساس و وفاء لرئيس الدولة الذي كان سببا في تعيينه وهو من خارج منظومة انتخابات 2019، محتوى الرسالة بالكامل:
“السيد إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة الحالي،
سيدي الرئيس، صوت المنطق والحكمة والعقل يشير عليك بضرورة أن تقدٌم استقالتك وحكومتك الى رئيس الجمهورية، حفظا على مصالح الدولة ومصلحتك الشخصية ووفاء للرئيس الذي كان له فظل تعيينك على رأس الحكومة من خارج منظومة انتخابات 2019
أخلاقيا لا يمكنك مواصلة ترأس السلطة التنفيذية وانت ملاحق بشبهة فساد، وليس فقط بتضارب مصالح بسيط نتيجة قراءة إجرائية مختلف عليها
سياسيا لا يمكنك المواصلة وأنت اليوم تحت تهديد علني بسحب الثقة من نصف المجلس، لائحة أفقدتك سلطتك المعنوية والاعتبارية على الوزراء وعلى الإدارة وعلى أجهزة الدولة وبالتالي لم يعد بإمكانك ضمان حسن تسيير شؤون الدولة في هذا الوضع العصيب والمعقد
سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا ووطنيا لا يمكنك إلا أن تعيد ورقة تعيينك على رأس الحكومة الى صاحب الأمانة: رئيس الجمهورية عساه يتمكن من القيام بالدور التوفيقي المفروض عليه بحكم مسؤولياته الدستورية لحل أزمة قد تعصف بالوطن وهو الذي إئتمنك على مقدراته يوم 20 جانفي الماضي،
حرٌره يا سيدي من تحمٌل عبئ رئيس حكومة رشحه دون غيره وتلاحقه اليوم غيوم شبهات الفساد
سيدي رئيس الحكومة، لا تستمع الى من ينفخ في قدرته وقدرتك على تحدي سحب الثقة : الارقام واضحة ولا تحتاج الى نفخ، اللائحة تتوفر على موافقة 104 نواب على الاقل إضافة الى عشرين آخرين على الأقل هم بصدد “تمضية” أسنانهم للإنقضاض على الفريسة والقصعة المعروضة عليهم، امتيازات وعقود ومناصب وقضيات
لا تستمع الى من يتظاهر امامك بالمساندة المطلقة ويفاوض من وراءك بانتهازية مطلقة
سيدي الرئيس، لا تراهن على إستمالة قلب تونس فتناقض نفسك وتخسر مصداقيتك او ما تبقى منها وتحرج رئيسك وحلفائك وتسقط فيما سقط فيه من سبقك
سيدي الرئيس، أرجو الا تحرج رئيسك بأن تؤجل الاستقالة الى ما بعد إيداع اللائحة فتجعله أمام خيارين أحلاهم مر: إما تجرع الهزيمة (وتبعاتها) وإما مجاوزة الدستور نصا أو روحا (وتبعاتها)
أعد اليه ورقة التكليف، وانصحه صادقا بإن يختار هذه المرة شخصية جامعة حقا وقادرة حقا
أعلم جيدا أن من عائلتي السياسية الموسعة ومن غيرها من يراهن على تمسكك بمنصبك من أجل أن يخوض ما يتصوٌر انها المعركة الحاسمة التي ستنهي خصمها التاريخي حركة النهضة،
ولكن، وبخبرتي المتواضعة، أعلم جيدا أن فيها من القيادات من يعشق الانتصارات الاستعراضية الوهمية ويقع دائما (ويوقعنا معه) في الهزائم الحقيقية والدائمة
وأعلم جيدا أن الميزان الحقيقي لدى العديد من النواب لن يكون ميزان المبادئ وإنما ميزان المصالح وهو الذي تبدع في تعديله حركة النهضة
وأعلم أخيرا أن الدولة لن تصمد أكثر وأن الشعب لن يصبر أكثر”.
شارك رأيك