راشد الغنوشي أصبح يمثل عنصر تعطيل و تلغيم لمجلس نواب الشعب من خلال الإستهتار بالنواب و تجاوز صلاحيته و خلق أجواء متفجرة في البرلمان، فلماذا لا يقدم استقالته مثلما فعل رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ فيستريح و يريح الشعب التونسي.
بقلم توفيق زعفوري *
قدم رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ إستقالته أمس الأربعاء 15 جويلية 2020 إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، قبل البت في سحب الثقة منه في مجلس النواب، فإذا كان رئيس الحكومة قد فقد مصداقيته السياسية و الأخلاقية على خلفية ملف تضارب المصالح، و مهما يكن من أمر إستقالته و خلفياتها، و ردود الأفعال تجاهها، بسبب إقالة 6 وزراء للنهضة، و حملات التشويه و التنمر، فأي سجاد نفرش لمن ساهم في إسقاط حكومة بكاملها، و إدخال البلاد في أزمة يعلم الله وحده متى نخرج منها و بأي ثمن!
إستحال العمل في البرلمان منذ مدة طويلة
إذا كان قد إستحال العمل في القصبة، فإنه إستحال منذ مدة العمل في البرلمان، لا بسبب ممارسات عبير موسي وتعطيلاتها و مناوشاتها و مناوشاتها و إحتلالها لمنصة المجلس في كل مرة، حتى أن البعض و تشفيا في رئيس المجلس بتنا نسمع، “و الله يستاهل أكثر من هكا”.
الغنوشي أصبح يمثل عنصر تعطيل و تلغيم للمجلس من خلال الإستهتار بالنواب، حضر جلسة بعد ساعة من الإنتظار، ما خلف حالة من الإحتقان لدى النواب، إضافة إلى تعيين الحبيب خضر رئيس ديون المجلس و ما رافقه من ردود فعل سلبية لدى النواب و لدى المراقبين حتى أنه يجمع بين رئاسة المجلس و رئاسة النهضة و ساق في الحكومة و ساق في المعارضة، و يتصرف في المجلس و كأنه السلطان سليمان!!!..
إضافة إلى أخطائه العميقة في علاقة بالسياسة الخارجية التي هي من مشمولات رئيس الجمهورية وحده، و إصطفافه الواضح وراء المحور التركي القطري و إصراره على زرع قلب تونس في الحكومة، وهو حزب الفساد الذي حلف ألا يتحالف معه خلال الحملة الانتخابية، فأصبح ذي طهورية عالية و من حقه الدخول إلى القصبة.
رغبة التونسيين في إعادة الإنتخابات صارت قوية جدا
فإذا إستحال العمل مع الفخفاخ لأنه فقد مصداقيته فهل مازال يحتفظ الغنوشي بمصداقية بعدما تقدم اليوم أكثر من 73 نائبا بلائحة لسحب الثقة منه؟
هل ستكون الأجواء في باردو بردا و سلاما، و في القصبة جحيما و ناراً!؟ أليس من الأفضل لتونس أن يذهبوا جميعهم، أن يخرجوا من أي باب، و محاسبتهم جميعا على ما اقترفوه في حق تونس و التونسيين، فنسبة الإحباط لدى التونسيين من البرلمان و البرلمانيين تجاوزت ال100٪ و الرغبة في الإطاحة بهم و في إعادة الإنتخابات قوية جدا…
نزع فتيل الأزمات في باردو كفيل بإعادة الإستقرار الذي نحتاجه من أجل العمل و جلب الاستثمار و الخروج من حالة الركود الاقتصادي، فإذا كان فعلا الغنوشي يفكر في مصلحة البلاد و في إستقرارها و مناعتها فلا أقل من أن يضحي من أجلها فقد أعطته تونس أكثر مما أعطاها، و إذا كان رئيس الحكومة قد ترك الجمل بما حمل فلا أسهل على الغنوشي من الخروج من الباب في لفتة تحسب له قبل أن يقع إخراجه صغيرا مهانا قانونيا و دستوريا.
* صحفي و محلل سياسي.
شارك رأيك