في تدوينة نشرها أمس الأحد 19 جويلية 2020 على صفحته بالفايسبوك، القائد الإسلامي المستقيل من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي يحذر من صعود عبير موسي و الحزب الدستوري الحر على رأس اسطلاعات الرأي و يدعو إلى تقوية القوى الوسطية (النهضة وحلفائها الحداثيين) إلى العمل على غلق الباب أمام ما أسماه “المنظومة القديمة”. و في ما يلي نص التدوينة…
التاريخ يقول أنه لا إمكانية لعزل التطرّف إلا بتقوية الوسط، والوسط السياسي هو وسط متنوع بالضرورة يلتقي على قيمة التعايش والتنافس السلمي، وقد يختلف ويتنافس في الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمجتمعية ليصنف إلى وسط اجتماعي أو ليبرالي أو محافظ حسب تنوع وتعدد النسيج الاجتماعي. هو وسط القيم والأهداف الكبرى وقاعدة الاعتراف والتعايش.
ربما قلل كثيرون في البداية من خطورة الدستوري الحر من حيث عمق الانتشار والتوزيع الجغرافي والتمثيل المجتمعي، ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة تشعل الضوء الأحمر أمام الديموقراطيين إذ يحتل هذا الحزب تقريبا مواقع النفوذ الجغرافي لنداء تونس سابقا، كما أن انغراسه الاجتماعي الأهم هو عند الفئات الأكثر تأثيرا مثل الطبقة المرفهة والإطارات العليا وأصحاب المهن الحرة والتعليم العالي على خلاف الصورة الأقرب للشعبية لحركة النهضة وقلب تونس.
وهكذا فالدستوري الحر يفرض نسقه وخطابه على فضاء الأحزاب المنتسبة إلى المنظومة القديمة كما يفرض أيضا نسقه على الأحزاب الحداثية من خلال التنافس عمن هو الأقدر في التصدي للإسلاميين.
شارك رأيك