إثارة قضية السيارة الإدارية الQ5 المتورطة فيها ابنة الوزير النهضاوي المقال أنور معروف من طرف رئيس الجمهورية قيس سعيد ليست إلا بداية وتضع الرئيس في وضع هجومي على الفساد و المفسدين، وستحمل الأيام القادمة ما يمكن أن يسقط عروشا ورؤوسا بكاملها خاصة إذا سقط رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، و سيكون ذلك بمثابة حجر الدومينو…
بقلم توفيق زعفوري *
رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الجملي أكد على إذاعة شمس أف أم منذ يومين أن النهضة هي من أجبرته على الاستقالة… نظرا لتمسكها بعديد “الملاحظات” التي يجب على الحبيب الجملي تعديلها لنيل الثقة وهي في رأينا تعيين أكثر نهضاويين في صلب الحكومة، و الغطاء هو دائما استجابة لتطلعات التونسيين والتونسيات و القدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة!
الحبيب الصيد رئيس الحكومة الأسبق يقول أمس أن حركة النهضة ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي قد هاتفه و قال له أن يستقيل…
الفخفاخ يصرح اليوم على إكسبرس أف أم و بوضوح يتجاوز التحفظ بما يلي:
- هناك أطراف من بينها حركة النهضة لا تعنيهم إلّا مصالحهم الشخصية والحزبية و الفئوية الضيقة، و هم أبعد ما يكون عن التفكير في مصلحة البلاد…
- الحكم بالنسبة لحركة النهضة غنيمة و ولاءات و شبكات مصالح
- النهضة و قلب تونس تآمرا عليه و أسقطا الحكومة…
النهضويون يسيرون على خطى الطرابلسية
هل يمكن أن يكون الحبيب الجملي و الحبيب الصيد و إلياس الفخفاخ كلهم مخطئين وعديمي الكفاءة و غير وطنيين إلا حركة النهضة ترى الصواب وتعمل على إعلاء مصلحة تونس، وتعمل ضد ماكينة الفساد!!! كلهم على ضلال إلا حركة النهضة والنهضويين أم هم يريدون حكومة على المقاس تستجيب لغاياتهم وأهدافهم…
النهضويون يسيرون على خطى الطرابلسية، و قد أعماهم وهج السلطة والجاه وتشابكت علاقتهم مع الفاسدين من المهربين والإرهابيين ورجال الأعمال ذوي الشبهات، الذين أسقطوا الحكومة من أجلهم، إضافة إلى ارتباطهم العلني بالمحور القطري التركي ما يجعل السياسة الخارجية التونسية و الرئيس في حرج كبير…
على النهضويين أن يدركوا أنهم جزء من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد، و ما عريضة سحب الثقة من راشد الغنوشي على رأس البرلمان إلا دليل على استحالة العمل معه في صلب مؤسسة دستورية ينقصها الضبط و الإنضباط…
بعد استدعائه في قرطاج منذ يومين يصرح الرئيس أن ما يحدث في مؤسسة البرلمان من فوضى غير مقبول بكل المقاييس و أن التعطيل يجب أن يتوقف في إشارة إلى عدم رضاه عن سير العمل في البرلمان…
ملف ال Q5 و هجوم الرئيس..
زيارة الرئيس لمقر القوات الخاصة العسكرية، و تفقد جاهزيتها، ثم التحول ليلا إلى مقر وزارة الداخلية ليس عبثا، كان يمكن للرئيس أن يزور أي مؤسسات أخرى، لكن زيارة مؤسسات ذات طابع حساس ولها مسؤوليات كبيرة على الاستقرار والأمن القومي هي رسائل يبعثها لمن يتآمرون من الداخل في الغرف المظلمة ومن يتلاعبون بمصالح تونس و التونسيين.
و ما إثارة ملف الQ5 إلا بداية الضغط على ما تبقى من وزراء سابقين، و من حالفهم في الإدارة التونسية، الرئيس ليس في وضع تصادم مع أي كان، و ليس في غفلة عما يجري في البلاد، و لكنه في وضع هجومي على الفساد و المفسدين، وستحمل الأيام القادمة ما يمكن أن يسقط عروشا ورؤوسا بكاملها خاصة إذا سقط رئيس البرلمان، و سيكون ذلك بمثابة حجر الدومينو…
* صحفي و محلل.
شارك رأيك