قيس سعيد سيعلن اليوم السبت 25 جويلية 2020 و تونس تحتفل بعيد الجمهورية عن اسم رئيس الحكومة القادم ومهما يكن الاختيار، فإن المطلوب من هذا الأخير أن يكون قادرا أكثر من غيره على إخراج تونس من أزماتها، و أن يكون ذي كاريزما سياسية و قدرة على العمل و إنفاذ القانون، و خاصة إنقاذ ما تبقى من الدولة حتى نتفادى مسالة “كما تكونون يُولّى عليكم”…
بقلم توفيق زعفوري *
سيدي الرئيس، هذا ما توافق عليه ساستنا الجهابذة، و ما أجمعوا عليه، فأنظر ما أنت فاعله…
تداولت مختلف الكتل السياسية في ترشيحاتها الشخصية الأقدر على خلافة إلياس الفخفاخ المستقيل، فكان أن تردد لدى أكثر من حزب إسم السيد الفاضل عبد الكافي… هذا رأي أغلب الأحزاب، و هم لديهم ثقة في اختياراتك، غير أنه لا بد من التذكير ببعض المواقف و المواقع، حتى تتبينوا أمركم و تحصّنوا خياراتكم، و هذا بعض ما قاله في لقاء مع مريم بلقاضي على قناة الحوار التونسي ذات لقاء: “أنا مساند نبيل القروي، و صوتُّ لنبيل القروي في الدور الأول للإنتخابات و ناوي بقدرة ربي نصوت لنبيل القروي في الدور الثاني للإنتخابات و سأصوت لقلب تونس في الانتخابات التشريعية…”
فاضل عبد الكافي بعيد عن مشاغل الأغلبية الساحقة من التونسيين
قبل كل شيء الفاضل عبد الكافي حر في التصويت لمن يشاء،. ليس هذا موضوعنا، الموضوع يكمن في كونه غير مستقل عن الحزب الذي تحوم حوله شبهات فساد، وتبييض أموال و تهرب ضريبي و “لوبينغ” عابر للحدود، لا ننسى إرتباطات نبيل القروي بلوبيات إسرائيلية خارج حدود الوطن، و هذا الولاء للسيد نبيل القروي يجعل رئيس الحكومة القادم، إذا وقع اختيار عبد الكافي، بين حاضنين إثنين، إما الشيخ راشد الغنوشي، و إما نبيل القروي ، أي انه إذا لم يكن في خدمة أحدهما فإننا لن نخرج من دوامة سحب الثقة و الإستقالة أو الإقالة هذا إن حظي بالثقة في مجلس النواب…
الفاضل عبد الكافي يمكن أن يكون ناجحا في مجاله و في الجانب الإقتصادي و الإجتماعي يمكن أن يحدث اختراقا، لكنه في المجال السياسي لا يبدو محنكا بالمرة و لا يمكن أن يكون الشخصية التي تجمع الفرقاء المتنافرين و الأطياف المكونة للمشهد السياسي في تونس، و ما دام هو يحظى برضاء الشيخ راشد الغنوشي و صاحب قناة نسمة نبيل القروي فهو حتما سيكون محسوبا على التيار اليميني الليبرالي و ضد التيار الحداثي بكل أطيافه القومية و اليسارية وتحالفاتها، سيكون ممثلا لجزء من التونسيين على حساب الجزء المقابل، و هو بذلك قد خسر سندا و حزاما سياسيا لا بأس به، ثم إن الرجل محسوب على طبقة البورجوازية المالية و هو ما يجعله بعيدا عن مشاغل الأغلبية الساحقة من التونسيين…
الخيار الأصعب هو حل البرلمان و الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة
نحن لا ندري أي شخص يختاره الرئيس ما دامت تثق فيه الاحزاب، و لا ندري إن كان سيختار شخصا من خارج قائمة الإقتراحات، غير أنه و بالنظر إلى حسابات الأحزاب و النواب، فإنهم سيكونون ملزمين بالتصويت له و بمنحه ثقتهم خوفا من اللجوء إلى الخيار الأصعب و هو حل البرلمان و الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة…
مهما يكن من أمر رئيس الحكومة القادم و مهما يكن خيار الرئيس، فإن المطلوب من رئيس الحكومة القادم أن يكون قادرا أكثر من غيره على إخراج تونس من أزماتها، و أن يكون ذي كاريزما سياسية و قدرة على العمل و إنفاذ القانون، و خاصة إنقاذ ما تبقى من الدولة حتى نتفادى مسالة “كما تكونون يُولّى عليكم”…
نرجو أن يكون اليوم عيدنا عيدين… و إن كانت الأعياد قد فقدت طعمها لدى عدد كبير منا بعد كل هذا الكم الهائل من المشاكل والهموم والأزمات التي تثقل كاهلنا…
* صحفي و كاتب.
شارك رأيك