“الله يعطيك القبول و محبّة الرّسول”… لم أرى “دعوة تونسيّة” ( دعاء) أعظم و لا أرقّ و لا أجمل من “دعوة” كهذه تدعو بها أمّ لِوَلدها حبيبها. و لم أرى حاضرا، تحقّق هذه “الدعوة” إلاّ في وَلَدِ أُمّ محمّد الباجي قايد السّبسي. فعسى أن لا تَضِنّ الأمّهات على أبنائها بهذه “الدعوة” العظيمة التي يتغيّر بها قَدَرُ الأوطان بمنتهى الحبّ و اللّطف و بمنتهى السّلاسة و الاقتدار.
بقلم كريمة مكي *
كتبتُ قبل انتخابات 2014 “انتخبوا الرّجل الكبير … انتخبوا الديناصور الأخير”. و سحبتُ المكتوب بعد فوزه، بعد أن رأيتُ ” الباجي” يتلكّأ في تنفيذ وعوده. فكتبتُ لمن حوله أن أعيدوا “نظّارة الرّئيس”!!
اليوم أعيدُ ترديد المكتوب الأوّل
فالمكتوب الأوّل هو دائما… المكتوب الصّحيح!
نعم… لقد رحل الديناصور الأخير.
اليوم أبكي “محمّد الباجي”… الرّئيس التونسي المولود ذات يوم من أيّام الاستعمار و الرّاحل عن تونس في يوم عيدها الذي حفظها من الذلّ و الاندثار.
اليوم أبكيه و أنحني إجلالا لأجمل و أروع الأقدار.
“إن الله إذا أحبّ عبدا سخَّرَ له الكون و الأقدار”.
اليوم أبكي الرّئيس الحنون الذي كتب الله له، في القلوب، القَبول.
اليوم أبكيه و أقول: ما أسوأ حظّ من سَيَلِيه !!
ما أتعب حظّه إن كانت أمّه لم تدعو له، في ساعة استجابة، دعوة أُمّ ” الباجي” لِوَليدها ” المسرار” وليد زاوية “سيدي بوسعيد الباجي رايس الأبحار”.
رحمك الله أيّها الرّئيس الجميل،،، رَحِمَكَ الله أيّها الحبيب القريب و إنّي، والله، لستُ أبكي موتك، فالموتُ عندي ألطف الأقدار، و لكنّي أبكي شغور كرسي عظيم يرَوْنَهُ ذهبًا و مالاً… و يحسِبونه جاهًا و حَرَسًا و سُلطاناً و لا يَدْرُونَ أبدًا أنّه فقط…مُجرّد أمانة!!
الحُكْمُ أمانة.
تونس أمانة.
* مدونة و كاتبة تونسية.
** كتب هذا النص منذ سنة في يوم رحيل الباجي قائد السبسي ويوم الاحتفال بعيد الجمهورية 25 جويلية 2019.
شارك رأيك