بتعيين هشام المشيشي لتكوين الحكومة القادمة اتضح وأن الهاجس الأول للرئيس قيس سعيد هو هاجس أمني… واختار لذلك وزيرا للداخلية نجح في مهمته رغم قصر المدة ويحظى بالخصوص بثقته. الرئيس هو أول من يعلم بحجم التحديات الأمنية التي تهدد البلاد وتشكل خطرا على وحدتها… من أحداث الجنوب… إلى التطورات الخطيرة في ليبيا وأول بلد سيتضرر منها هي تونس وما أشار إليه أكثر من مرة من “أطراف محلية متواطئة مع الخارج”.
بقلم الأستاذ سمير عبد الله *
اختيار الرئيس لوزير الداخلية هشام المشيشي رئيسا للحكومة القادمة فاجأ الطبقة السياسية.
1-الرئيس ألقى بكل الأسماء المقترحة من الأحزاب في سلة المهملات ومارس حقه الدستوري في اختيار شخصية من خارجها وهذا يحدث لأول مرة منذ 2014.
2-هو وجه سياسي جديد من خارج المنظومة السياسية ااتي تحكم البلاد منذ 2011. لم يباشر أي نشاط سياسي ولم ينتمي لأي حزب سياسي.
3-بتعيينه الرئيس رجع للادارة وهي قلب الدولة الذي لا فقط وقع تهميشه منذ 10 سنوات بل وقع شيطنته. المشيشي هو رجل الادارة un grand commis de l’Etat بحكم المسؤوليات التي تحملها وبحكم تكوينه وشهائده العليا (دكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية وماجستار في الادارة).
لكن والأهم من كل ذلك :
4-هذه أول مرة رئيس حكومة يسمى دون الضوء الأخضر لمونبليزير… النهضة كانت دائما اما تقترح رئيس حكومة من صفوفها أو تباركه… أكثر من ذلك : النهضة اعترضت على تسميته وزيرا للداخلية لأنه “غير مضمون”.
والغنوشي استبق التعيين بالتصريح أن البلاد ليست في حاجة لرجل قانون بل لكفاءة اقتصادية وهذا يؤكد علمه بان الرئيس يفكر في تعيينه.
5- الرئيس في كلمته عندما سلم رسالة التكليف نطق بكلمتين مفاتيح : الشرعية ومقاومة الفساد.
الشرعية ويقصد بها النظام السياسي الحالي الذي انتقده بشدة… وهذا يؤشر على عزمه على تغيير نظامنا ااسياسي المهترئ والفاشل ومربط فرس أزماتنا.
ومقاومة الفساد وعدم التسامح “مع أي مليم من المال العمومي” وهذا مؤشر على عزم الرئيس على إعلان الحرب الحقيقية على الفساد واختار لذلك رجل قانون وخبير في دراسة الملفات وخاصة رجلا نظيف لا علاقة له باللوبيات الحاكمة.
6-بتعيين المشيشي اتضح وأن الهاجس الأول للرئيس هو هاجس أمني… واختار لذلك وزيرا للداخلية نجح في مهمته رغم قصر المدة ويحظى بالخصوص بثقته. الرئيس هو أول من يعلم بحجم التحديات الأمنية التي تهدد البلاد وتشكل خطرا على وحدتها… من أحداث الجنوب… إلى التطورات الخطيرة في ليبيا وأول بلد سيتضرر منها هي تونس وما أشار إليه أكثر من مرة من “أطراف محلية متواطئة مع الخارج”.
ضربة معلم أخرى من الرئيس… وصاروخا آخر يطلقه من منصة صواريخه…
حظا سعيدا لرئيس الحكومة الجديد…
حظا سعيدا لوطننا الجريح الذي ينشد الانقاذ من الغرق…
* محامي و سفير سابق في لبنان.
شارك رأيك