كلما ظهر رئيس الجمهورية قيس سعيد، تظهر معه جحافل التأويل و التحليل، يلقي إلينا بما يخيف لا بما يطمئن، ثم يتركنا لمصيرنا ننتظر و نتبيّن اليقين من الشك و الخطأ من الصواب…
بقلم توفيق زعفوري *
مذ تحدث في اجتماع مجلس الأمن القومي عن آلاف المليارات و تساءل أين انتهت، و نحن نتساءل بدورنا إذا كان الرئيس الذي بيده مفاتيح الدولة و دواليبها لا يعرف أين انتهت آلاف المليارات فكيف ستعرف نحن؟
مذ زار مدينة الوردانين و نحن ننتظر أن تتطاير رؤوس الفتنة و الفساد نظرا لضخامة الملف و خطورته على أمن التونسيين، و لكن لا شيء رشح من ملف ثقيل جدا يتعلق بالفساد و الإرهاب و التهريب و غسيل أموال و أمن الوردانين و غير الوردانين…
تكلم عن تفجير الدولة من الداخل و متآمرون من الخارج و نحن إلى الآن ننتظر أن يتخذ خطوات ملموسة و سريعة في شأن من يتآمر على أمن التونسيين، من الخونة، و من يريد تفجير الدولة من الداخل، لا نعرف من هم، لم يسمي الرئيس أي طرف أو جهة أو مجموعة مسؤولة عن زعزعة الاستقرار و تقف وراء محاولات تفجير الدولة…
منذ أيام و في زيارة لمقر قوات فيلق القوات الخاصة تحدث الرئيس كعادته عن عملاء يتآمرون على تونس و يهيئون الظروف للخروج عن الشرعية…
نحن ننتظر من الرئيس أن يطلق صواريخه التي قال إنها على منصات اطلاقها، و يوجهها نحو هؤلاء الخونة والمتآمرين، و المفسدين، بدل أن يوجه لنا نحن الأسئلة عن مصير آلاف المليارات التي اختفت بعد الثورة ! هل فعلا لا يعرف الرئيس إلى الآن مصير تلك الأموال؟!..
نحن ننتظر من الرئيس الذي انتخبناه أن يخرجنا من حالة الشك إلى اليقين و يشير بإصبعه إلى الخونة و يوجه ترسانته و قوة نيرانه و دباباته إن أراد و طائراته و كل قوته العسكرية إلى هؤلاء بدل أن نغرق نحن في متاهات التأويل والمشاحنات و المزايدات التي لا أول لها و لا آخر، فكلما تكلم الرئيس إلا و وقفنا أمام طلاسم و أحجيات من قبيل “دافنشي كود” و “الاكس فايلز”… في انتظار وضوح الرؤية…
* صحفي و محلل سياسي.
شارك رأيك