تتواصل فعاليات تظاهرة “سهريات صيف 2020 بالحمامات” مع عرض مسرحية “منطق الطّير” دراماتورجيا وإخراج نوفل عزارة وذلك يوم الأربعاء 29 جويلية 2020 بمسرح الهواء الطلق بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
إنطلقت مسرحية “منطق الطير”، وفق القصة الأصلية لكاتبها فريد الدين العطار بديكور أسود قاتم زادته الإضاءة الركحية الداكنة والخافتة رونقا خاصا تميزت بطرافة الخصائص الفنية زادتها السينوغرافيا جمالية مشهدية وبصرية من خلال الاضاءة ، التي لعبت دورا كبيرا في تحديد المكان والانتقال بين المشاهد من مكان إلى آخر.
تدور أحداث مسرحية ” منطق الطير” حول رحلة مجموعة من الطيور بحثا عن طائر “السيمرغ” الذي يرمز إلى الخلود والكمال والجمال والسلطان. وللوصول للحقيقة المنشودة إنطلقت الطيور في رحلة البحث على طائر “السيمرغ” وإختارت طائر “الهدهد” ليكون قائدها ومرشدها في الطريق فتمرّ في الاثناء بعديد العوائق والمشّقات وتطرح أسئلة وجودية محيّرة، وتمضي في رحلة البحث عن الذات والوجود التي تستوجب المرور بأصعب الإختبارات لمعرفة داخلها و كيانها تباعا.
كل هذا كان من خلال إجتياز إمتحان الأودية السبع : واد الطلب، واد العشق، واد المعرفة، واد الإستغناء، واد التوحيد، واد الحيرة، و واد الفناء والبقاء، و كان طائر “الهدهد ” يتدخل في كلّ مرّة لحثهم على السير ومواصلة الرحلة لكن عدد الطيور كان يقل بعد كل اختبار ليصل ثلاثون طائرا إلى خط النهاية يكتشفون أن طائر “السيمرغ” الخالد ما هو إلا مرآة تعكس ذاتهم وصورتهم.
في مسرحية منطق الطير نجح نوفل عزارة من خلال الحوار واللوحات الكوريغرافية التي تواصلت طيلة العرض في إيصال الرسالة واستخلاص الحكم والعبر بالتخلص من الأنانية والجشع والطمع فكانت هذه الرحلة فرصة لمعرفة واكتشاف النفس وتطويرها والعمل على تحسينها من خلال إتباع نفس الطريق الذي يسلكه المتصوّف للوصول للحقيقة حيث جاءت هذه القصة الشعرية فى4500 بيت نظمها فريد الدين العطار على لسان الطيور يحكى فيها عن الفكر الصوفي الحلولى وعن أسئلة قلقة أو غير قلقة حول الوجود والكينونة.
على مدار ساعة ونصف عاش الجمهور مع مسرحية “منطق الطير” رحلة وجودية إنتهت بالتشجيع والتصفيق الحار الذي استمر عدة دقائق .
“منطق الطير” نص فريد الدين العطار، وأداء نوفل عزّارة، آمال العويني، ثريا بوغانمي، مراد دريدي، إسكندر براهم وسفيان بوعجيلة وإنتاج مسرح التياترو بالتعاون مع صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية.
شارك رأيك