تواصلت عروض تظاهرة ” سهريات صيف 2020 بالحمامات” مع سهرة كوريغرافية بإمتياز مع عرضي “Novice No-vice” لمريم بوعجاجة و محمد الشنيتي و “أندلسيات ” لنسرين الشعبوني وذلك يوم الأحد 2 أوت 2020 بمسرح الهواء الطلق بالحمامات.
“نجيب بن خلف الله، شكرا على كل ما قدمته للفن، شكرا على جرأتك، شجاعتك، مقاومتك في سبيل هذا الفن الجريء، رحلت سريعا وسنظل يتامى على خشبة المسرح بدونك، لن ننساك… عاش فن الرقص…”
بهذه الكلمات المؤثرة نعت الفنانة الكوريغرافية سندة الجبالي فقيد الفن المسرحي والكوريغرافي نجيب بن خلف الله في لوحة تكريمية شاركها في تقديمها الكوريغراف مروان الروين عرضت من خلالها مقتطفات من أعماله التي لخصّت و خلّدت مسيرة فاقت ثلاثين عاما من العطاء والعمل دعما لأحد أهم الفنون و الذي يعتبر مهمشا، ألا وهو الرقص. ثم انطلق الجزء الأول من السهرة مع محمد الشنيتي ومريم بوعجاجة لتقديم عرضهما الأول “Novice No-vice”.
في عرض “Novice No-vice” سافر بنا مريم بوعجاجة ومحمد الشنيتي في رحلة عبر الزمن في فضاء افتراضي عبّرعنه الراقصان بطريقتهما الخاصة حيث إنصهراعلى الرّكح ليقدّما صورة كوريغرافية قريبة من الجمهور الحاضر بأعداد محترمة بناءً على عناصر إرتكاز وحركات دائرية، تفاعلت معها الأجسام في حلقة مستمرة من التحول، الكل في انسجام بين الفضاء والموسيقى والضوء والحركة وإسقاطات العناصر البصرية على الركح التي زادت المكان جمالا.
إستدعى عرض”Novice No-vice” هيئة متمردة مجهولة الهوية راوحت بين التّردد والدقة وطرح في نفس الوقت أسئلة عديدة مثل: لما يجبرنا المجتمع على تعريف الشخص حسب جنسه وطبيعته وأصله ومظهره؟ كيف نحكم على جسم مجهول الهوية؟ وأسئلة اخرى يعجز الجنس البشري عن الإجابة عنها.
ثم ووسط تصفيق كبير من الجمهور الحاضر في المسرح انتهى العرض الأول فاسحا المجال للكوريغرافية نسرين الشعبوني لتقدم عرضها المنفرد “أندلسيات” الذي أثث الجزء الثاني من السهرة.
في ديكور على هيئة مكتب مليء بالكتب التاريخية عادت بنا نسرين الشعبوني عبر الزمن الى شخصيات نسائية أندلسية مؤثرة ساهمت في تغيير التاريخ و أثرت على كبار الأمراء والملوك. “أندلسيات” هو تكريم للشخصيات التاريخية التي عبّرت عن رأيها وصدحت بأصواتها الصامتة عن طريق الرقص الأندلسي المستوحى من التاريخ العربي بين التقليدي والمعاصر مثل رجاء بن عمار أو مصمّمات الرقص الأندلسيات مثل “صبح البشكنجية”، “نزهون” و”ولادة بنت المستكفي”.
وإستوحى هذا العمل الذي قدمته نسرين الشعبوني أسسه من عديد الهويات الجسديّة، الفنية والثقافية بهدف تجسيد هوية كوريغرافية ولغة موحّدة للرقص المعاصر في زماننا هذا وذلك بالاعتماد على وثائق تصويرية للوحات المستشرقين وبنظرة نقديّة لتلك الأيقونات .
تجاوز عرض “أندلسيات” حدود الزّمن وقيود الجسد وانصهرت فيه نسرين الشعبوني مع الحركة على أنغام موسيقى المالوف والموسيقى الأندلسية فرأينا راقصات البطون والغجريّات والفلامنكو في جسد واحد.
شارك رأيك