عندما راج مقطع من فيديو يعكس كيفية ايهام النائب الصافي سعيد التونسيين بأنه أمضى يوم 30 جويلية المنصرم على لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، كل ما وجده نائب الشعب هو أن ينعت من صوره بالجاسوس و متناسيا أن له مسؤولية أمام ناخبيه و عليه أن يتحملها سواء بنعم أو بلا وفقا لقناعاته و لما يؤمن به.
و كان حمة السبتي شهر الصافي سعيد يدرك شديد الإدراك أن الجلسة كانت على المباشر على الوطنية 2، و أن هناك عيون لا تنام و ان هناك إمكانية رصده بآلة التصوير أو الكاميرا أو حتى بالهاتف الجوال و هو يمضي و لذلك، أخذ حذره أو خيل له ذلك بعد أن التفت يمنة و يسرة ليتأكد من أن القلم الذي بين أصابعه لن يترك أثرا و يقوم بحركة جدا سريعة و كأنه تلميذ يقوم “بالفوسكة” أي عملية غش في امتحان أو مناظرة قبل أن يطوي الورقة و يضعها فيما بعد في صندوق التصويت ليتبين أن ورقته هي واحدة من الورقتين البيضاء.
و حركة الإيهام هي التي لامه عليها رواد الفايسبوك الذين تداولوا بكثرة الفيديو و نقدوه بشدة و كشفوا حتى أمره بعد سنوات من المتاجرة بالثورة و نشرت له من جديد مقالاته زمن بن علي و وضع ماضيه في علاقته بليبيا و غيرها من الدول العربية على الملأ.
و قال النائب سعيد اليوم الأربعاء 5 أوت على اثر اللقاء التشاوري الذي جمعه بهشام المشيشي المكلف بتشكيل حكومة ما بعد الفخفاخ في دار الضيافة بقرطاج، أنّ “بعض الناس أصبحوا يحترفون الجوسسة رغم أنّ التصويت حر و سري”، و يواصل متحملا هذه المرة مسؤوليته بالقول أنه لم ينتخب راشد الغنوشي (هو الذي قال) حتى يسحب منه الثقة وأنه كان “أول من طالبه بالاستقالة”، و كأنه يستبله في الشعب…
شارك رأيك