في لبنان بلد الطوائف أُنهكت الدولة و تحولت إلى أشلاء و شظايا و مناطق نفوذ و كوبونات ولائية للداخل و الخارج، و مع بعض الفوارق الظاهرة تبدو تونس مقبلة على محاصصات سياسية وحزبية خانقة ومدمرة جربناها منذ سنوات و أثبتت فشلها الذريع.
بقلم وفيق زعفوري *
بين الطائفية الدينية و الطائفية السياسية خيط رفيع، و في تونس جمهور كبير يخلط بين الطائفة الدينية و الطائفية السياسية…
في لبنان بلد الطوائف أُنهكت الدولة و تحولت إلى أشلاء و شظايا و مناطق نفوذ و كوبونات ولائية للداخل و الخارج، بفعل الطائفية الدينية، لبنان بلد ظلمته الجغرافيا و تآمر عليه التاريخ…
لبنان الجميل يتجرع أبناؤه مرارة السياسة و السياسيين و يصل الأمر سخرية و تهكما أن يدعوا بعضهم إلى “الحماية الاستعمار ية” من جديد!، و يدعون أحرار العالم ألا يساعدوا بلدهم لأن المساعدات ستنتهي في جيوب الفاسدين!…
في لبنان تأخر الشعب اللبناني كثيرا عن الثورة و التحطيم حتى صار الانفجار العظيم الذي له ما بعده حتما من تغيرات جذرية أشبه بتحولات ما بعد الثورة، و قد تحدث رئيسهم اليوم ميشال عون عن إمكانية وجود عمل تخريبي بصاروخ، إذن هو تفجير و ليس إنفجار!…
منطق حركة النهضة في تونس كمنطق حزب الله في لبنان
مع بعض الفوارق الظاهرة تبدو تونس مقبلة على محاصصات سياسية خانقة ومدمرة جربناها منذ سنوات قليلة، والبعض من الاحزاب كحركة النهضة و قلب تونس و ائتلاف الكرامة يريدون العودة إلى منطق الاقتطاع، هم يتعاطون مع الدولة و مؤسساتها من منظور الغنيمة و الحصة و يضغطون باتجاه تكريس منطق الغلبة، تماما كحزب الله اللبناني، أو منطق”الثلث المعطل”و هم في ذلك لا يختلفون البتة عن لبنان بلد تحكمه التوازنات الطائفية وتونس تحكمها التوازنات السياسية، ذات الإرتباطات الإقليمية و كلاهما بلد فاشل سياسيا لانتهازية الطبقة السياسية والحكومات الفاشلة المتعاقبة وأغلبها بلا برامج و بلا رؤية، ولا مشاريع وطنية، فقط مصالح حزبية وشخصية وفساد تعاظم وتكاثر حتى صار جزء من المنظومة و جزء من الدولة…
كان اللبنانيون منذ أسابيع قليلة في الشوارع بعدما أطاحوا بحكومة بلدهم الفاشلة لتعوضها حكومة حسان دياب التي تبدو صورة من الحكومات السابقة، عمقت الأزمة الاجتماعية و الاقتصادية و انهارت الليرة إلى أدنى مستوياتها بفعل التضخم، ما خلف فروقا كبيرة في البنية الاجتماعية و رمى بالآلاف تحت خط الفقر نظرا لغلاء المعيشة في تونس نفس الأسباب و نفس الظروف، مع اختلاف جغرافي واضح.
هشام المشيشي يتحدث عن حكومة إنجاز تحظى بثقة التونسيين
اليوم يحذر بنك أمريكا JP Morgan Chase في تقرير قيّم من خلاله الوضع الإقتصادي في تونس، من مخاطر انهيار الدينار التونسي، في حين يتساءل زعيم حركة النهضة، كيف يمكن الحكم دون النهضة و قلب تونس والإئتلاف!؟
ما زال هشام المشيشي بتشاور ويتحاور و اليوم الجمعة 8 أوت 2020 إجتمع برؤساء الحكومات السابقة في مسعى لتكوين رؤية جامعة لمستقبل الحكومة القادمة التي يبدو أن بعض ملامحها تسربت للإعلام و المشيشي يبدو أمام فرصة تاريخية لإثبات جدارته و كفاءته في حلحلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وإخراج البلاد من أزماتها المتعددة و بالأمس تحدث عن توليفة حكومية تحظى بثقة التونسيين، حكومة إنجاز، حكومة لكل التونسيين نرجو ألا يكون أحد فيها في شبهة تضارب مصالح، كما نرجو أن تكون الشخوص فيها ذات قدرة و كفاءة عالية، تُعلي من شأن تونس و القانون، لا غير… القانون لا غير كونه الغائب الأبرز…
* صحفي وكاتب.
شارك رأيك