تم صباح اليوم الجمعة 7 أوت 2020 تنزيل فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي، يكشف من خلاله الشيخ محمد الهنتاتي وهو عضو قديم في حركة النهضة معطيات خطيرة حول مدى جاهزية الجهاز العسكري السري للحركة الإسلامية التونسية واستعداده لمواجهة الدولة وافتكاك السلطة نهائيا لحساب قوى إقليمية في إشارة إلى تركيا.
و طلب الهنتاتي من الرئيس قيس سعيد و أجهزة المخابرات المدنية والعسكرية و الجهات الأمنية والقضائية المختصة بأخذ المعطيات التي قدمها في الفيديو بجدية و يتعامل معها بما تستحق من صرامة مضيفا أنه يتحمل مسؤوليته لرفع الحجاب عن مسائل خطيرة و إعطاء معطيات أكثر دقة و مرفقة بقائمات الأسماء.
و يذكر الهنتاتي بالتصريحات الأخيرة للقيادي نور الدين البحيري “الرجل مايفدلكش” الذي وصفه بالثعبان والأفعى و الخبيث سيد الفرجاني “الذي يشرف مباشرة على الجهاز السري” حسب كلامه.
كما يؤكد أن هناك حالة استنفار قصوى داخل الجناح العسكري لحزب الغنوشي و أنه مستعد ليكشف معطيات إلى من يهمه الأمر حول الفرق القتالية أي المجموعات المتدربة على الرياضات العنيفة التي تستعد للإشتباك مع عامة الشعب و المصالح الأمنية و حتى العسكرية بالأزياء المدنية و الإدارية مضيفا أن هذه الفرق المدربة متواجدة في كل مناطق الجمهورية و أنها كلها جاهزة و رهن الإشارة لتنقض على الحكم. يقول الهنتاتي : “هناك هيكل منظم مسلح في كل جهة و تحته فرق شبه منظمة احتياطية جاهزة للاشتباك و أهمها متواجدة في ولايات تونس الكبرى أي تونس العاصمة و منوبة و بن عروس و أريانة و هناك كذلك فرق أخرى متواجدة بالقرب من القاعدة العسكرية في القيروان”.
و يواصل الهنتاتي مؤكدا أن لديه أسماء أشخاص و هي محفوظة و مضبوطة و يريد تسليم ما لديه من معطيات دقيقة لمن له صفة و لن يكشف عنها لكي لا يهرب من المعنيين أحد و يخير عدم ذكر أي إسم لأي شخص لضرورة السرية و ليقع القبض عليهم بصفة قانونية وبعد تحقيق دقيق يأتي بالحجج المادية الدامغة.
و يحذر الهنتاتي كذلك من مهمة هذه الفرق القتالية المتمركزة بتونس الكبرى و التي “تستعد للانقضاض، عند الاقتضاء و طلب منها ذلك، على مؤسسات السلطة أي على البرلمان بباردو و قصر الحكومة بالقصبة و القصر الرئاسي بقرطاج. وهي مجموعات متدربة على الكاراتي والزمقتال و الكونغ فو و الملاكمة الأمريكية و غيرها من فنون القتال. ورغم أن هذه الفرق متدربة على الأسلحة النارية، فهي لن تستعملها في المرحلة الأولى بل ستكتفي بالأسلحة البيضاء كالسكاكين و الهراوات و السيوف و الدبابس و السواطير، و في صورة فشلها، تمضي للمرحلة الثانية و وراءها سياسيون و بعض القوات من الأمن السياسي، وفي صورة هروب أو تعطل البعض، هناك 36.500 ألف جندي تركي في غرب ليبيا أرسلهم أردوغان، ومن بينهم 6 ألاف كومندوس من الفرق المختصة في العمليات السريعة البرية و البحرية، قد أمرهم أردوغان بنفسه بموالاة و مبايعة الغنوشي للتدخل العسكري المباشر في تونس إذا ما طلب منهم هذا الأخير ذلك، أي أنهم تحت التصرف المباشر للغنوشي”، حسب كلام الهنتاتي.
و يواصل الناشط الإسلامي المنسلخ عن النهضة والذي لا يخفي عداءه لهذه الحركة التي يتهمها بالخيانة والعمالة لقوى أجنبية مؤكدا أنه “واع تمام الوعي أي أنه ليس بسكران و سليم المدارك أي أنه ليس مجنونا” مضيفا أن “تكلفة العملية من عتاد و عدة و تمويل و ذخيرة و أكل و شرب و صحة هي كلها على حساب إمارة قطر أي الأتراك هم يد عاملة فقط” و لكن، يستدرك الهنتاتي، “يبقى هناك بريق أمل وحيد وهو يتمثل في القوات المسلحة التونسية و هناك كذلك الجيش الاحتياطي المدني الذي يرادف القوات الحاملة للسلاح” حسب تعبيره.
“و ليست تونس لوحدها، لأن القوات المسلحة الجزائرية هي الأخرى غاضبة وغير راضية على وجود الأتراك في المنطقة وهي أخيرا (و ردد الهنتاتي أكثر من مرة كلمة أخيرا) غاضبة على الغنوشي وعلى استعداد لمساعدة تونس ولديها معلومات غزيرة ونوعية تبين أن الغنوشي ظاهره سياسي و باطنه جناح عسكري يريد تحريك شيء ما في المنطقة. وأتحدى الغنوشي لتكذيبي إن يستطيع التنقل إلى الجزائر و يقابل الجيش الجزائري الذي يعرف كل ما يفعله الغنوشي، الذي يقوم بتوزيع أموال طائلة لاقتناء سيارات رباعية الدفع و البعض منها مرقم للفرق الجوالة المتنقلة وعلى متن كل سيارة 4 أو 5 ركاب و الأمن سيكتشف هراوات و رؤوس بالة و فأس تحت الكراسي، كما أن هناك فرق أخرى للاختطاف و الترعيب و الترهيب، و فرق أخرى إلكترونية مهمتها التهديد و الإغراء و الاستدراج بإشارة أو صورة أو مال…”.
و يحذر الهنتاتي هشام المشيشي من أسماء في المصالح المختصة المشتركة وعن إمكانية اختراق للداخلية و حتى للجيش و عن محاولة لإحداث قطيعة بين القوات المسلحة و الرئيس قيس سعيد، مع إمكانية حتى اختراق أمن رئيس الدولة و تحريكه في مرحلة أخيرة من المخطط الإسلامي لأن هناك، وفق الهنتاتي، “معلومات عن سعيد تصل باستمرار للغنوشي الذي ناور في الظاهر بالحديث عن إمكانية قطع الماء و الكهرباء و الرواتب، و هذا ذر الرماد في العيون لو تلهية للرأي العام لأن الأخطر هو الجناح العسكري و الحرب الحقيقية التي يعدون لها، فالغنوشي هو الشيطان الأكبر، فلا بد من الانتباه لهذا الأمر، فحتى الفرق المختصة الداعشية السلفية و التكفيرية توهم حتى النهضاويين أنفسهم بأنهم من النهضة”، ليختم الهنتاتي بقوله بأن “النهضة لها إحساس بأنها لن تكون في حكومة المشيشي و أنها متخوفة كذلك من حل البرلمان و ستعمل محاولة للانقضاض على الحكم بصفة نهائية ماليا و سياسيا وعسكريا”.
و نحن إذ ننشر هذه المعطيات فعلى لسان صاحبها الناشط السياسي الإسلامي المعروف الذي يتحمل مسؤولية كلامه. و لأننا لم نتمكن من التأكد منها فإننا نسوقها بالاحترازات المطلوبة في مثل هذه الحالة.
شارك رأيك