اختلفت سهرة السبت 8 أوت 2020 عن سابقاتها وتنوّع جمهورها، وبين الفن الملتزم والنغمات العصرية والآلات التونسية والغربية، قدّمت سهريات صيف 2020 بالحمامات سهرة في جزئين لكلّ من الفنانة روضة عبدالله بعرضها “دانة” والفنان مرتضى في “رايدة” بمسرح الهواء الطلق بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
اعتلت روضة عبدالله الرّكح مفتتحةً السهرة بآخر أغانيها “يا شبابة” وهي أغنية مستوحاة من التراث القرقني استعانت فيها بالطّبلة مع عازف الإيقاع نصر الدين الشّبلي التي مهّدت تقديم أغنية “دانة دانة” وهي أوّل أغنية جمعتها في التلحين مع عازفة العود منى شطورو والتي استوحت منها اسم العرض “دانة” التي تمثّل المرأة الأمازيغيّة التي حاربت من أجل بلدها، هي المرأة التي تحب الحياة و التي تحارب لتثبت ذاتها ووجودها وحلمها وحكايتها.
روضة عبدالله : رحلة في عمق الموسيقى التونسية والمغاربيّة
عادت روضة عبدالله بالجمهور أيضا إلى أولى أغانيها “إلّي فات” التي قامت بكتابتها وتلحينها متغنّية بالعشّاق ولوعتهم قبل أن تقدّم أغنية “نخمّم فيك” التي كتبتها في فترة الحجر الصحّي الذي مرّت به بلادنا وتختتم عرضها بأغنيتي “سعات” و “انّادي انّادي” التي تفاعل معها الجمهور طويلا أمام عرض متكامل تظافر فيه اللحن والكلمة والصوت والصورة.
عرض “دانة” لروضة عبد الله هو ثمرة بحث عميق في الموسيقى التونسية والمغاربيّة، بالتعاون مع عازفة العود منى شطورو، نحتت فيه روضة عبد الله فنّها وطوّعته لخدمة توجّهاتها الموسيقية ورؤيتها الفنية كتابة ولحنا وتوزيعا لتروي في كل أغنية حكاية مختلفة عن سابقاتها تتجسّد في كل حرف من كلماتها.
مرتضى يقدم عرضا تونسيّا شبابيّا بامتيا
أما الفنان الشاب مرتضى فقد بدا أنه استقطب عددا كبيرا من الشباب خاصّة بعد نجاح أغنيته “رايدة” التي قاربت عشرين مليون مشاهدة على منصّة اليوتيوب والتي استوحى منها اسم العرض، هو الذي كتب ولحّن كل أغانيه متغنّيا بالمرأة ونضالها، الطفل وأحلامه، المواطن وتحدّياته اليومية، خاض في الفقر والغنى، الحب والحنين والأمل… فجاءت جمله اللحنية قصيرة متلاحقة محافظة على النغمة التونسية متأثرة بالنغمات المغاربية.
افتتح مرتضى الجزء الثاني من السهرة بأغنيته “فڤري” التي تغنّت بالفقير الذي يجتهد ليجد لقمة عيشه قبل أن يغني “ملك العشق” وهي أغنية باللغة العربية الفصحى تغنى فيها بالعشق والحب والأمل على غرار أغنيته “Ti quiero” وأغنية “L’Amour” التي عُرفت كجينيريك مسلسل “حياة خاصّة” قبل أن يهدي جدّته المتوفّاة أغنية “زهايمر” وينتقل بالجمهور إلى أغاني التراث الشعبي التونسي من خلال أغنية “راكب عالحمرا” و”هزّ عيونك” ليطالبه الجمهور بأغانيه التي صنعت مجده مثل “ما سمعو كلامو” و “رايدة” التي طالبه الجمهور بإعادتها ولم يبخل عليهم.
أما مفاجأة العرض فهي أغاني الحضرة التي قدّمها مرتضى بتوزيع جديد مزج فيه بين الآلات الغربية والآلات الإيقاعية التونسية لتختتم السهرة على أنغام “نمدح الأقطاب” ، “بابا جلول” و “سيدي منصور طلّ عليّا” التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وقلبت موازين السّهرة ليكون عرضا تونسيّا شبابيّا بامتياز.
شارك رأيك