من غرائب الزمن الديمقراطوي في تونس أن ينتصب بعض الجهلة من الأحزاب للإفتاء في ديمقراطية لا يعرفون منها إلا جانبها الإجرائي التقني والقانوني دون عمقها السياسي الضامن لبقاء الدولة ولحسن تسيير الشأن العام. نذكّر من يعتقد نفسه مخترعا للديمقراطية أو مبدعا فيها بأن حكومة الكفاءات هي إمكانية من صلب الديمقراطية تحتمها ظروف خاصة قاهرة عجزت الأحزاب عن تخطيها…
بقلم عادل اللطيفي *
لتعلموا سادتي الجهلة والمنافقون بأن إيطاليا وأمام استفحال الأزمة الاقتصادية وفشل برلوسكوني شكلت حكومة بسبة 100% كفاءات بقيادة ماريو مونتي أستاذ الاقتصاد (لقب بسوبر ماريو) ورغم رفض الأحزاب فقد حظيت بثقة البرلمان… ولكن لم يصرخ أحد خوفا على الديمقراطية ولم يقم الحزب الأول للنديب والنحيب…
نفس الوضع وجدت فيه بلجيكا نفسها سنة 2011 بعد سنة ونصف دون حكومة وفرض الملك حكومة غير حزبية بقيادة فيليب مايستادت… لم يندب أي بلجيكي بلده خوفا من عودة الاستبداد ولا خوفا عن الديمقراطية… وقد تجدد نفس الوضع سنة 2019 بتعيين جواكيم كونز لتشكيل حكومة كفاءات…
سادتي، لقد تأكد لدى التونسيين جهلكم بالدولة وبالديمقراطية وانتهازيتكم، فحافظوا على الاقل على بعض الحياء.
* أستاذ جامعي و محلل سياسي.
شارك رأيك