في تدوينته التي ننشرها أسفله، يعلق الكاتب، وهو رجل قانون، على ما قاله رئيس الدولة قيس سعيد للعاملات الفلاحيات في جندوبة، وذلك بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، عندما عبر لهن عن رفضه القاطع لأية مبادرة تهدف إلى إحلال المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة على أساس أن ذلك يتعارض مع نص القران. وهو موقف مجحف في حق المرأة و يتعارض مع مبدأ المساواة الذي يكرسه الدستور التونسي.
بقلم عمر الوسلاتي *
سيدي رئيس الجمهورية، دامت عدالتك ! لماذا لطخت حذاءك الأسود بتراب الأرض في جندوبة؟
وأنت تطل بحراسك وسيارتك السوداء على تلك الحقول البائسة – لتعلم أننا هناك ما زلنا نشرب الماء مع الضفادع – لتعلم أن البنات انقطعن عن المدرسة بسبب المسافات والإهمال وهروب المعلمين، ليكن عملة منازل وفلاحات بائسات دون أجر لائق ودون كرامة.
هناك يا سيدي الرئيس لا تأول القوانين ولا تفسر، أنظر حولك غير بعيد، نبتت في الأرض رغم ذلك القيظ أيادي النساء كمشكاة في ظلام دامس منذ أن فسر الذكور القرآن والسنة.
وهناك يا سيدي وغير بعيد عن عيون حراسك – رجال أصحاب الحظ – للذكر مثل حظ الأنثيين – في رواية قالوا “وروي” وعنعنات الشيوخ والمفسرين، يملكون كل تلك الأراضي، لماذا تركزت الملكية بين أيديهم دون النساء، لتتحول بعدها صاحبات الحق إلى عاملات بائسات، وتأتي أنت بأمل – مغشوش – وبشعبوية الأحزاب لإنقاذهن…
وفي المساء في قصرك الفاخر تقول إنك مع المقدس القطعي، برايك “للذكر مثل حظ الأنثيين”…
دامت عدالتك سيدي الرئيس… أترك الفلاحات لرب كريم أفضل من تقديس نص يتعلق بالمعاملات المالية، ولا يحقق العدالة والإنصاف شريعة رب العالمين!
* وكيل رئيس بمحكمة منوبة الابتدائية.
شارك رأيك