إن “التعايش” مع فيروس كورونا لا يعنى الفرجة و المهادنة بل بالعكس يعني محاصرته دون”توقف الإنتاج” و لا أعني طبعا إنتاج المرض و الموت … طاقة المستشفيات معروفة و مواردها ضعيفة و حالة عدم التركيز التي عليها العاملون بها معروفة أيضا وكذلك أسبابها ولأجل هذا كله فعلى كل طرف تحمل مسؤولياته : المواطن والبلدية والحكومة.
بقلم د. رفيق بوجدارية *
عدد الحالات المحلية في إرتفاع خاصة منذ أسبوعين و كذلك عدد الوفيات وصل لثمانية. الكورونا رجعت تنتشر، منذ فتح الحدود يوم 27 جوان دون 2020. إجراءات مرافقة ناجعة… خاصة تلك التي وضعت فرنسا في القائمة الخضراء… و ألحقت بها بلجيكا… و كذلك لم تنتبه لمصدر التحاليل الواردة من بعض بلدان الخليج الذين أسعف جلهم بوضعهم في القائمة البرتقالية… و إن كان اللون أخضر أو برتقاليا فالحجر الصحي موكول إلى “وعي المواطن” الذي لم يرى حرجا في عدم احترامه والشهادات على ذلك كثيرة كمريض جمال و أستاذ القيروان (84 حالة عدوى) و العائد إلى سيدي بوعلي و العائدون إلى الحامة (386)… و كلهم توانسة عائدون إلى أرض الوطن للتمتع بعطلة الصيف التي لا تسمح بإهدار ساعة أو يوم فما بالك بأسبوع حجر صحي. هذا من ناحية…
إجبار المواطنين والمؤسسات على احترام بروتوكولات حفظ الصحة
و من ناحية أخرى، و بعد كل هذا، 1121 حالة و 8 وفيات و مناطق “موبوءة” في الوسط و الجنوب وهي مدن وقرى العائدين، أرى من الواجب أن أكد ما يلي :
1/ أن يتحمل المواطن مسؤوليته كاملة لتفادي الخطر، و هي تطبيق قواعد الوقاية في الشارع والبيت وكذلك الحجر الصحي الموجه لمن لهم مرض مزمن أو سمنة كبيرة ومن تجاوز سنه 70…
2/ أن تتحمل البلديات المنتخبة مسؤولياتها في إطار الخطة الوطنية لمقاومة الكورونا وفي إطار التدبير الحر وتبادر بموجب نص قانوني إجبارية حمل الكمامة في المناطق المغلقة وتجعل سقفا لعدد المجتمعين إلى ثلاثين أو خمسين حسب القاعات و أن تجبر المحلات العمومية على إحترام بروتوكولات حفظ الصحة وتمنع الشيشة في القاعات المغلقة و كذلك استعمال الكؤوس الزجاجية في المقاهي و حث الناس على التباعد في الأسواق و المغازات وفي المخابز وفي التاكسيات و الحافلات… و كذلك دعم المؤسسات الصحية في بلدياتهم خاصة ما يعرف بمسالك كوفيد والتأكد من مطابقتها للنجاعة ودعم عمليات التعقيم في الأحياء والأماكن ذات الكثافة العالية وإعادة تنظيم الأسواق الأسبوعية.
3/ اللجان الجهوية لمقاومة الكوارث مدعوة لدعم البلديات والمستشفيات الجهوية وكذلك وخاصة إيجاد الموارد اللازمة لزيادة عدد التحاليل والعمل بالتطبيقات الحديثة لمتابعة الكورونا في المدن والأحياء خاصة ونحن نستقبل العودة المدرسية و الجامعية ولابد من محاصرة كاملة للفيروس…
4/ الحكومة كفرت على تقصيرها السابق بفرض تحليل سلبي على كل وافد إلى تونس إبتداءا من اليوم، ولكنها مدعوة إلى تقنين مخالفة عدم حمل الكمامة وكذلك توفير الكمامات والجال بأسعار و كميات معقولة. لكن الحكومة مطالبة بعزل بعض الجهات إذا اقتضى الأمر ذلك و مراعاة مبدأ الوقاية لأن عكس ذلك ربما يحمل أخطارا غير محسوبة العواقب …
لابد من الوقاية قبل الحديث عن التلقيح
إن “التعايش مع الفيروس” لا يعنى “الفرجة” و المهادنة بل بالعكس يعني محاصرته دون”توقف الإنتاج” و لا أعني طبعا إنتاج المرض و الموت … طاقة المستشفيات معروفة و مواردها ضعيفة و حالة عدم التركيز التي عليها العاملون بها معروفة أيضا وكذلك أسبابها ولأجل هذا كله فعلى كل طرف تحمل مسؤولياته : المواطن والبلدية والحكومة.
لابد من الوقاية قبل الحديث عن التلقيح، الكورونا هي فرصة لتطوير وعينا الجماعي…
يتبع
شارك رأيك