في تدوينة نشرها اليوم الثلاثاء 25 أوت 2020 بعد سويعات عن الإعلان عن تركيبة حكومة هشام المشيشي يرى كاتب المقال أن الحكومة الجديدة ستنال ثقة المجلس لأسباب عديدة منها الدعم القوي لعديد الكتل البرلمانية و الدعم التكتيكي أو المحسوب لقلب تونس و حركة النهضة التي سيكون شعارها “دعها تمر ونلتقي في جانفي”.
بقلم الصحبي بن فرج *
الثابت أن نواب التيار والكرامة والحزب الشعبي الجمهوري لن يصوتوا لحكومة المشيشي(45 نائب تقريبا).
الثابت أن الشعب وتحيا تونس وكتلة الإصلاح سيصوتوا للحكومة ومن شبه المؤكد أن يصوت لها قلب تونس (قرابة 70 نائب).
من المنتظر أن يصوت الدستوري الحر والكتلة الوطنية وكتلة المستقبل وبعض المستقلين للحكومة (قرابة ال40 نائبا).
نظريا، أغلبية ال109 هي أقرب للتمرير إلا في حالة واحدة وهي أن تقرر النهضة التصويت ضدها والعمل صراحة على إسقاطها : بذلك ترتفع الكتلة المعارضة للحكومة الى حدود ال100 صوت، وتراهن على غياب بعض النواب واستمالة البعض الاخر عبر إعطائهم ضمانات شخصية بدعمهم في الانتخابات المبكرة في حال قرر سعيٌد حل البرلمان.
هل تفعلها النهضة؟ في اعتقادي لن تفعل:
اولا، لأن النتيجة غير مضمونة مع نواب سيصوتون على بقائهم في مواقفهم. وفي حال حاولت وفشلت فستكون هزيمة مهينة لها وخطيرة على القيادة الحالية للحركة.
ثانيا، لأن موقف قلب تونس الإيجابي من الحكومة ( التخلص من الفخفاخ يمثٌل أولوية) لا يمكن أن يصدر بدون نوع من التنسيق مع راشد الغنوشي.
ثالثا، لأن النهضة ترفض أن تكون في المعارضة الصريحة والمكشوفة وتفضل وضعية المساندة الممزوجة بالمعارضة : مع الحكومة وضدها في نفس الوقت وهذا يعطيها مرونة أكثر في المواقف وفي التموقع ما قبل الموعد الإنتخابي.
رابعا، لأنها تعمل على تحميل الرئيس قيس سعيٌد الفاتورة السياسية لحكومته : تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
خامسا وأخيرا، لأن المناخ الاقليمي هو مناخ انتظار وتربص وليس مناخ حسم.
لذلك أتوقع أن موقف النهضة سيكون عنوانه “دعها تمر ونلتقي في جانفي”.
أخر تطبيق عملي لأسوأ نظام سياسي في التاريخ.
* طبيب و نائب سابق.
شارك رأيك