في تدوينة نشرها اليوم الخميس 27 أوت 2020 على صفحته الفليسبوك الجامعي والمحلل السياسي عادل اللطيفي يعبر عن جملة من الاحترازات إزاء الحكومة المقترحة من طرف رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي. و في ما يلي نص التدوينة…
رغم أنني أدافع من حيث المبدأ عن الحاجة الملحة اليوم لحكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب في ظل تحالف الإسلامويين مع فساد اقتصاد الريع لكن من المؤسف أن مؤشرات تجسيد هذا الخيار لا توحي بأية كفاءة.
المشيشي خسر رهان الاتصال بغيابه الكلي وصمته طوال شهر وترك كل الساحة للمنظومة الحزبية الفاسدة. عليه أن يعلم بأن أولى مؤشرات الكفاءة هي القدرة الاتصالية وخاصة في الوضع التونسي اليوم. وكان بإمكانه حشد سند شعبي في مواجهة الآلة البرلمانية الحزبية (الأغلبية) التي تقيئها التونسيون.
زاد التعثر من خلال الارتباك في التصرف في الوقت وفي اختيار بعض الأسماء. من غير المعقول أن يتم الإعلان عن الحكومة منتصف الليل تقريبا وكأنها توحي بالظلام، والتستر والخوف والإخفاء…
ومن غير المعقول أيضا أن نتحدث عن حكومة مستقلة عن الأحزاب لنجد فيها علي الحفصي الذي كان ممثلا لنداء تونس (رغم اندثاره). لست أدري ما الحكمة في بقائه وزيرا في حين نفرط في وزيرة العدل في حكومة إلياس الفخفاخ السيدة ثريا الجريبي وهي كفاءة…
بلغ التعثر مداه من خلال الاختلاف بين القائمة التي أعلن عنها المشيشي والقائمة التي أرسلت لمجلس النواب بما يوحي بتلاعب خطير.
زد على ذلك تلك اللخبطة التي أحدثها المرشح لمنصب وزير الثقافة وليد الزيدي (إن تأكد أنه المعني بهذا وهذه مهزلة). فمن الواضح من خلال تدوينته المتعففة ومن خلال لقائه الإذاعي الأول أنه وبصراحة غير مؤهل لأي منصب وزاري وليس له حد أدنى من ثقافة الدولة بصيرا كان أو لا…
كل هذه النقائص تمثل هدايا مجانية للمنظومة الحزبية المهيمنة الفاسدة ستجعل من الحكومة رهينة لها بما يؤشر بتواصل شلل تسيير الشأن العام والدولة. وسيزيد ذلك من التجاذب بين قرطاج وباردو في معركة رجعية…
توصيفي هذا يؤكد الحاجة الملحة اليوم لمشروع آخر من أجل عقلنة السياسة والدولة تحمله وتدافع عنه نخبة متمكنة قادرة على القطع في إطار التواصل في مصالحة بين الدولة والثورة من ناحية والتونسيين والثورة والدولة من ناحية ثانية…
شارك رأيك